توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن حملة «أخلاقنا»

  مصر اليوم -

عن حملة «أخلاقنا»

عمار علي حسن

بمشاركة بعض رموز المجتمع دُشنت بالقاهرة يوم الاثنين الماضى حملة «أخلاقنا»، بُغية ردّ اعتبار الأخلاق والقيم عبر تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية فى أخلاق المصريين، تحت شعار «الخير موجود بداخل كل شخص، لكنه بحاجة إلى من يكتشفه»، وتركز على ترسيخ بعض القيم مثل «الحب» و«المبادرة» و«الإنصاف» و«الشعور بالآخر» و«الاتزان النفسى» وغيرها.

وبغضّ النظر عن سلبيات تتعلق بالشكل فى هذه الحملة من زاوية المشاركين فيها، والطرق التى تعبر بها عن نفسها، وتضييق مساحتها الزمنية إلى ثلاثة أشهر فقط، فإنها تمس وتراً مهماً فى الحياة المصرية الراهنة، حيث تعانى الرؤى الدينية المطروحة من فقر شديد فى الوعى الأخلاقى، رغم أن الانشغال به والسؤال عنه، قديم فى الثقافة العربية الإسلامية. فما جرى من غلبة الفقه على الفلسفة، والشريعة على الأخلاق، والتدين على الدين، لم يسعف فى قيام علم أخلاق إسلامى يتسم بالانضباط الصارم، والاتساق الذاتى، ويمتلك القدرة على نشره بسهولة شديدة.

فغياب الجانب الأخلاقى، المرتبط إلى حد عميق وبعيد بالروحانيات ويقظة الضمير، حوّل العبادات إلى مجموعة من الطقوس الجوفاء، وجعل المعاملات تقوم على النفعية سواء بتحصيل مكاسب دنيوية عاجلة أو السعى إلى الفوز بمكاسب أخروية آجلة عبر جمع الحسنات فى عملية حسابية جافة، يظن صاحبها أن بوسعه أن يربح إن تعامل مع عدل الله وليس رحمته وفضله، تطبيقاً لفقه وتفاسير تتحدث له فى هذا الاتجاه الذى يميل إلى ظاهر النصوص.

بطبيعة الحال لا يكتمل جهد أو مشروع للنهضة والتنوير والإصلاح الدينى فى بلدنا على وجه الخصوص من دون الاهتمام بفكرة إصلاح المثل والقيم الدينية، وتقديم جهود نظرية وفلسفية متماسكة علمياً فى ما يخص طبيعة العلاقة بين الدين والأخلاق، فى ظل نظرة متطرفة تعتقد أن الأخلاق مسألة تُطرح ضد الدين أو بديلاً عنه.

وبالتالى فإن من يرومون الإصلاح الدينى عليهم أن يسعوا إلى بناء أخلاقية منفتحة تقوم على قيم الحرية والعقلانية والمساواة بين الناس على اختلافهم فى أشياء كثيرة، وبلورة رؤية تثق أكثر بالإنسان، ولا ترضخ للتصورات والعطاءات الفقهية الجامدة والمغلقة، والتأويلات القانطة والمزعزعة حيال الإنسان، وتعترف بوجود أطروحات أخلاقية غير دينية، تنبع من الموروث الشعبى، حيث الحكم والأمثال والحكايات، ومن مختلف الفلسفات والتأملات والآداب والفنون... إلخ.

على وجه العموم، يوجد نظرياً فى الحقل الدينى نمطان للتغيير على الأقل، الأول يقوم به الأنبياء بوصفهم شخصيات ملهمة، يعملون على تغيير الأخلاق العامة بما يقود إلى الإصلاح الاجتماعى، والثانى حركات اجتماعية تلتف حول أقطاب أو قادة روحيين يركزون على إطلاق ثورة روحية. وكلا الأمرين، الأخلاق والروح، هما ما ينقصان «التجربة الدينية» للمتزمتين والمتنطعين الذين يتعاملون مع القشور والمظاهر ويبحثون فى الدين عما يبرر لهم سلوكهم المعوج، بعيداً عن «استفتاء القلوب» أو «مراجعة الضمائر» أو فهم «مقاصد الأديان».

وحتى لا يكون هذا مجرد أمنيات أو ينبغيات لا بد من تحديد مسالك حيال تحقيق هذا التصور للإيمان، وإعمال العقل، والالتفات إلى الأخلاق، بحيث ينتقل من صفحات الكتب أو قاعات الأكاديميين وحلقات المثقفين الضيقة إلى رحاب المجتمع، عبر التعليم ومناهجه، والتثقيف وأدواته، والإعلام وقنواته الاتصالية، ومؤسسات المجتمع المدنى ومشروعاتها.

إننا قمنا بثورة سياسية كبيرة ولافتة، ومما جعلها تتعثر، غياب الثورة الفكرية والثورة الأخلاقية، التى آن الأوان لإطلاقها بشمول ورسوخ.

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 06:00 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مستقبل النازحين السوريين

GMT 01:06 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

8 ملاحظات على فيلم الممر

GMT 05:56 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

هل نريد تنظيم النسل بدون أقراص منع الحمل؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن حملة «أخلاقنا» عن حملة «أخلاقنا»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon