توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحل «الأبنودي» وبقيت «دولة العواجيز»

  مصر اليوم -

رحل «الأبنودي» وبقيت «دولة العواجيز»

عمار علي حسن

سمعت اسم عبدالرحمن الأبنودى فى طفولتى مقترناً بالسيرة الهلالية، فظل يثير فى وجدانى شدو الربابة، وفروسية أبى زيد، وتغريبة بنى هلال. ورُحت أتابع دواوينه وأحاديثه ومواقفه وكلمات الأغانى التى أبدعها والحكايات التى رواها، فاختلفت مع بعض مواقفه السياسية، لا سيما منذ أوائل التسعينات وحتى قيام ثورة يناير، لكنى اتفقت مع كل شعره كفن خالص، وراقت لى قدرته الهائلة على الامتلاء بروح الثورة، حين استرد عافيته ليصير شاعرها، وكعادته، تعلم من الشعب، الذى ألهمه الكثير طيلة حياته. فى أغنية لـ«مبارك» عنوانها «اخترناه»، قال «الأبنودى»: «وإحنا معاه لما شاء الله»، لأنه، وكما جرت العادة، كان يظن أن «مبارك» سيظل فى السلطة حتى يموت، مثلما وقع مع سابقيه «عبدالناصر والسادات». لكن الشعب كانت له كلمة أخرى، فتنبّه «الأبنودى» سريعاً، وانضم إلى «ميدان التحرير» وراح يبدع قصائد جديدة، إبداعاً فيما كتب، وإبداعاً فى إلقائه، وإبداعاً فى أحاديثه التى توازت مع أشعاره.

وقد يقول قائل هنا: قفز «الأبنودى» من السفينة الغارقة، لكن الحق يقال إن الرجل كتب قصيدة طويلة فى صحيفة «العربى» قبل ثورة يناير بسنوات عن جمال عبدالناصر، رد فيها الاعتبار إليه، وقدح بشكل ضمنى فى حكم «مبارك»، حيث تقول القصيدة فى بعض مقاطعها:

«مش ناصرى ولا كنت فى يوم

بالذات وفى زمنه وفى حينه

لكن العفن وفساد القوم

نسانى حتى زنازينه

فى سجون عبدالناصر

***

إزاى ينسينا الحاضر

طعم الأصالة اللى فى صوته

يعيش جمال عبدالناصر

يعيش جمال حتى فى موته

ما هو مات فعاش عبدالناصر

***

اسمه جمال وجميل فعلاً

ياما شجعان خوافة

عظيم وكان إنسان طبعاً

المجد مش شغل صحافة

عشان ده عاش عبدالناصر».

فى ثورة يناير كان أجمل وأعمق ما أبدعه «الأبنودى» قصيدة «آن الأوان ترحلى يا دولة العواجيز»، التى يقول فيها:

«عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلدنا أكل

ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل

طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع

وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل

اقتلنى قتلى ما هيعيد دولتك تانى

باكتب بدمى حياة تانية لأوطانى».

لكن ها هو «الأبنودى» يرحل، بينما دولة العواجيز لا تزال جاثمة على الصدور، والشباب البديع الذى أتى بالربيع فى وجه الخريف، لا يزال حائراً، يجتز أحزانه شريداً طريداً، خارج الصورة. عبدالرحمن الأبنودى لم يكن فرداً، بل ظاهرة، وترك علامة لن تُمحى، وكما عاش بيرم التونسى وفؤاد حداد وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم، سيعيش «الأبنودى»، يعيش لأن من يبدع لا يموت..

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحل «الأبنودي» وبقيت «دولة العواجيز» رحل «الأبنودي» وبقيت «دولة العواجيز»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon