توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكر مُبدع .. ولكن!

  مصر اليوم -

مفكر مُبدع  ولكن

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

لا يحنلف اثنان يعرفان قيمة الابداع الفكرى على المفكر الكبير جورج طرابيشى الذى رحل عن عالمنا قبل أيام، وترك ميراثاً فكرياً شديد الثراء، يشمل هذا الميراث نحو مائتى كتاب بين مؤلفات وترجمات، فضلاً عن الدراسات والمقالات التى لا تُحصى.

لم يكتب طرابيشى إلا ليضيف معنى أو معانى وحتى ترجماته التى أسهمت فى تعريف كثير من القراء العرب بأفكار هيجل وفرويد وسارتر وغيرهم، حافلة بالحواشى الشارحة أو المفسرة أو الناقدة، أما مؤلفاته التى عبرت عن تغير أفكاره، وطريقة تفكيره، على مدى أكثر من نصف قرن، ففى كل منها رؤية تحث على التفكير.

انتقل، مثله مثل كثير من أبناء جيله (وُلد عام 1939) وبضعة أجيال تالية، بين مواقع فكرية عدة بدءاً بالقومية العربية، فالماركسية، وصولاً إلى ليبرالية منقوصة، وكانت كتاباته فى كل مراحله الفكرية غنية، لم يؤلف كتاباً إلا بذل فيه جهداً، وقرأ لأجله وبحث فى موضوعه. فالكتابة عنده رسالة، وليست مهنة، فى مختلف مراحله الفكرية.

وتدل قائمة كتبه، التى تحتاج فى حد ذاتها إلى تحليل مطول، على العمق الذى تميز به فى مختلف مراحله الفكرية منذ «الماركسية والمسألة القومية» 1969، و«الاستراتيجية الطبقية للثورة» 1970، وحتى المشروع الكبير عن نقد العقل العربى، الذى صدر فى خمسة مجلدات خلال النصف الثانى من العقد الماضى.

ولكن الطرابيشى ظلم فكره فى مرحلته الأخيرة عندما جعل خلافه مع الراحل الكبير أيضاً د. محمد عابد الجابرى محوراً لاهتمامه، وعنواناً لأكبر أعماله الفكرية على نحو أدى إلى إساءة فهمه من جانب بعض ناقديه.

لم يكن الطرابيشى فى حاجة لأن يمضى سنوات فى نقد أعمال الجابرى النقدية للفكر العربى، لأن ما بدأ نقداً لها تحول إلى مشروع فكرى كبير قائم بذاته يستحق أن يكون موازياً لمشروع الجابرى.

غير أن الصورة المرسومة لمشروع الطرابيشى هو أنه مجرد رد فعل على مشروع الجابرى، رغم أنه يرقى لأن يكون عملاً موسوعياً لمراجعة التراث الفلسفى اليونانى والأوروبى، وليس فقط التراث العربى الإسلامى.

ولو أن الطرابيشى تحرر من أسر خلافه مع مشروع الجابرى، وتبنى منهجاً أكثر إيجابية فى التعامل النقدى مع هذا المشروع، وقدم رؤية موازية تتضمن فى طياتها النقد الذى يريده سواء للجابرى أو لغيره، لما اختُزل على النحو الذى رأيناه فى بعض العناوين التى تصدرت نبأ رحيله مثل: (طرابيشى: ربع قرن فى نقد الجابرى).

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

GMT 07:20 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

هل كانت أسرة حاكمة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكر مُبدع  ولكن مفكر مُبدع  ولكن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon