توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جمود السياسة الخارجية المصرية: غزة مثالاً

  مصر اليوم -

جمود السياسة الخارجية المصرية غزة مثالاً

د. وحيد عبدالمجيد

كان إعلان المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مبشراً فى حينه بتحرك فاعل رغم أنه جاء متأخراً بعد خمسة أيام على بدء العدوان الإسرائيلى. فقد بدت صيغة المبادرة التى اعتمدت منهج التوالى، أى وقف إطلاق النار وتليه المفاوضات، مناسبة فى وقتها.

فقد يكون ممكناً تحقيق وقف إطلاق النار بدون طرح إطار عام لاتفاق سياسى فى بداية أى صراع مسلح حين تكون خسائر طرفيه محدودة. غير أنه ما أن تزداد هذه الخسائر حتى يصبح صعباً وقف النار بدون إطار سياسى يتضمن عناصر يجد فيها كل طرف ما يتيح له تبرير موقفه أمام جمهوره.

غير أن الجمود الذى مازال قائماً فى إدارة السياسة الخارجية المصرية بوجه عام، نتيجة عدم تطوير رؤية جديدة لها على النحو الذى طرحتُه هنا فى عدد «المصرى اليوم» الصادر فى 18 يوليو الماضى، حال دون تطوير المبادرة فى هذا الاتجاه رغم وجود معطيات كانت مناسبة له فى أواخر الأسبوع الماضى.

فكان ممكناً إجراء هذا التطوير قبل وصول وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى القاهرة، وسعيه بالتعاون مع بان كى مون، إلى تجريب منهج التوازى على مرحلتين عبر الدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع بأمل التوصل خلاله إلى صيغة لإطار عام يتضمن عناصر محددة.

وحاول كيرى استثمار التقارب الاضطرارى الذى حدث بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس». فقد تضمن العرض الذى طرحه مساء الجمعة الماضى العناصر الأساسية المتضمنة فى التصور الذى تلقاه من السيد محمود عباس باسم القوى الفلسطينية كلها. ولكنه فشل.

ولذلك يظل فى إمكان مصر أن تحقق التقدم الذى فشل فيه كيرى وأن تضع أساساً لاتفاق سياسى طويل المدى يحدث تغييراً كبيراً فى الوضع.

وتظل صيغة الهدنة الإنسانية الممتدة لعدة أيام مفيدة لتيسير التوصل إلى هذا الإطار العام. ولكنها ليست شرطاً فى حالة تعذرها، لأن الدبلوماسية النشطة والفاعلة تتحرك تحت أى ظرف. ومعلوم أن معظم النزاعات المسلحة تم حلها عبر مفاوضات أُجريت خلال القتال وليس بعد وقفه. ولكن من الضرورى، فى ظل الأوضاع الإنسانية المأساوية فى غزة، التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى أسرع وقت استناداً إلى إطار عام يقبله الطرفان ويتضمن عناصر تُيسّر لكل منهما اتخاذ القرار الصعب بوقف القتال.

ويمكن أن يتضمن الإطار العام للاتفاق ما يلى:

1-بدء تشغيل المعابر كلها (وليس معبر رفح فقط) بالتزامن مع وقف إطلاق النار.

2-كشف الحقيقة بشأن الجندى الإسرائيلى المختفى ومبادلته أو جثته أو أشلائه – إذا كان ميتاً – بالأسرى الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم مؤخراً.

3-تمركز قوة مراقبة أوروبية مؤقتة على الحدود، وخاصة فى المناطق التى تدعى إسرائيل وجود أنفاق تحتها، حتى انتهاء المفاوضات.

4-تحديد القضايا التى ستشملها المفاوضات التى ستبدأ بالتوازى مع وقف إطلاق النار، وأهمها الترتيبات الأمنية على الحدود بين إسرائيل والقطاع ووضع سلاح المقاومة وعملية إعادة الإعمار التى تشمل المطار والميناء.

وعندئذ قد يكون ممكناً إعلان وقف إطلاق النار بالتوازى مع بدء المفاوضات على هذه القضايا، والتى يبدو تجسير الفجوة بشأنها صعباً الآن. ولكن الأمر سيختلف على المائدة عند تشغيل المعابر واسترداد إسرائيل الجندى أو جثته واطمئنانها إلى الوضع على الحدود مع القطاع، وخاصة إذا أدارت الدبلوماسية المصرية المفاوضات بمهنية واحتراف وموضوعية.

ويتطلب ذلك البدء بالقضايا الأقل صعوبة مثل الترتيبات الأمنية التى يمكن أن تكون مماثلة لتلك التى تم التوصل إليها عقب العدوان على لبنان عام 2006، بحيث توضع قوات للأمم المتحدة بين إسرائيل وقطاع غزة.

وإذا أمكن التوصل إلى ذلك، سيكون الطريق قد صار أقل وعورة بشأن قضية سلاح المقاومة. سيكون المناخ العام قد تغير، بما فى ذلك المشهد الفلسطينى. فالمفترض أن تتولى «حكومة الوفاق» التفاوض من خلال وفد يمثل كل الفصائل بما فيها «حماس».

وعندئذ قد يكون ممكناً إيجاد صيغة لإشراف «حكومة الوفاق» على سلاح المقاومة، مع استمراره فى حوزة الفصائل، لأنه لن تكون هناك حاجة لاستخدامه فى حالة التزام إسرائيل بالاتفاق الذى يُفترض ألاّ يقل مداه الزمنى عن عشر سنوات.

ولذلك فالمهم الآن هو تحرير سياستنا الخارجية من الجمود الناتج عن تراكمات العقود الماضية، بحيث يكون التحرك لقيادة المفاوضات هو بداية الخروج من هذا الجمود وتطوير رؤية جديدة لدور مصر إقليمياً ودولياً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمود السياسة الخارجية المصرية غزة مثالاً جمود السياسة الخارجية المصرية غزة مثالاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon