توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التصويت فى الخارج.. اختراق لم يتحقق

  مصر اليوم -

التصويت فى الخارج اختراق لم يتحقق

د. وحيد عبدالمجيد

رسمت بعض وسائل الإعلام، اعتماداً على تقديرات بعض سفاراتنا بالخارج، صورة فيها كثير من التضخيم الحماسى بشأن تصويت المصريين بالخارج منذ اليوم الأول لاقتراعهم فى الانتخابات الرئاسية الجارية. كان الخطاب السائد هو أن هذا تصويت غير مسبوق ولا مثيل له فى كل اقتراعاتهم السابقة، وهى ثلاثة لا غير أو أربعة إذا فصلنا الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة 2012 عن جولة الإعادة.
وكانت الرسالة الواضحة فى هذا الخطاب الإعلامى- الدبلوماسى هو أننا إزاء إقبال لا سابق له ينبئ باختراق كبير فى هذه الانتخابات يتجاوز بكثير جداً معدلات مشاركة أهلنا بالخارج من قبل.
وكانت المبالغة شديدة منذ الساعات الأولى لبدء الاقتراع، ولم تحدث أى مراجعة لهذا المنهج التهويلى عندما أُغلقت الصناديق فى نهاية اليوم الأول على 68 ألف صوت فقط وفق المؤشرات الرسمية الأولية، أى أقل من ربع المشاركين فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية السابقة والذين بلغ عددهم 314 ألف ناخب.
ومع ذلك، لم يستوقف هذا المستوى من الإقبال المبالغين فيه حتى عندما لم يزد المقترعون فى اليوم الثانى سوى عشرة آلاف فقط- مقارنة بسابقه- رغم أنه يوم عطلة رسمية (الجمعة). فقد شارك فى اليوم الثانى نحو 78 ألف ناخب وفق النشرات الرسمية أيضاً. أما اليوم الثالث، وهو عطلة أيضاً (السبت) فقد ارتفع عدد المقترعين قليلاً إلى 82 ألفا.
وهكذا كانت المؤشرات الرسمية تفيد أن عدد المقترعين فى نهاية اليوم الثالث لم يزد على 228 ألفا، أى أقل بحوالى 94 ألفا عن عدد المشاركين فى الجولة الأولى لانتخابات 2011. وعندئذ كان ضرورياً مد التصويت ليوم خامس حتى لا يقل عدد المقترعين عما كان عليه فى انتخابات 2012. ومع ذلك لم يؤد المد سوى إلى زيادة لا تتجاوز ستمائة صوت فى عدد المشاركين هذه المرة.
ولذلك فالسؤال المهم الآن هو: كيف نفسر الوقوع فى أسر هذا التضخيم فى عملية تقوم فى المبتدأ والمنتهى على أرقام وبيانات محددة، وهل يجوز بناء تقديرات إحصائية بناء على مشاهد تتعلق بطوابير لناخبين ينتظرون الإدلاء بأصواتهم، وكيف نجرى مقارنات بدون استدعاء معلومات أساسية يسهل الحصول عليها لأنها موجودة فى أرشيفات وسائل الإعلام كلها؟
وثمة تفسيران قد يساعدان فى فهم كيف حدثت المبالغات فى تصويت المصريين بالخارج هذه المرة. أولهما هو الاعتقاد- مجرد الاعتقاد- فى أن تغيير أهم القواعد المنظمة لعملية الاقتراع لتسهيلها بدرجة غير مسبوقة لابد أن يؤدى تلقائياً إلى ارتفاع غير مسبوق أيضاً فى معدلات المشاركة. فهذا هو الاقتراع الأول الذى يُلغى فيه شرطا التسجيل المسبق للناخبين وحيازتهم بطاقة الرقم القومى، ويُتاح فيه التصويت بجواز السفر مادام متضمناً هذا الرقم ضمن بياناته.
غير أن ازدياد الإقبال بسبب تيسير إجراءات الاقتراع إلى هذا الحد، بغض النظر عن عوامل أخرى، لم يكن إلا مجرد افتراض.
وهذا خطأ منهجى، أى يتعلق بطريقة التفكير، لأنه ينتُج عن التركيز على عامل واحد وتجاهل غيره. فقد تم إغفال أن التسهيل غير المسبوق للإجراءات لا يكفى لزيادة المشاركين فى غياب أساس موضوعى نتيجة مثل حداثة التجربة وتباين الاقتناع بجدوى المشاركة فى انتخابات أو استفتاءات، فضلاً عن التفاوت الطبيعى فى مستويات ارتباط المصريين فى الخارج بالأحداث الجارية فى وطنهم.
أما التفسير الثانى فهو إغفال أن تيسير إجراءات الاقتراع لم يشمل مراجعة إجراء تعسيرى مهم فُرض للمرة الأولى فى الاستفتاء الأخير على الدستور، وهو إلغاء التصويت عن طريق البريد.
وكان لإلغاء الحق فى الاقتراع عبر البريد أثر قوى واضح فى استفتاء يناير 2014 حيث انخفض عدد المشاركين فيه إلى 107 آلاف فقط، بعد أن كان هذا العدد 246 ألفاً فى استفتاء ديسمبر 2012، و 314 ألفاً فى الانتخابات الرئاسية السابقة.
وهذا تراجع طبيعى لأن اشتراط حضور الناخب شخصياً يضعف فرص مشاركة الناخبين الذين يعيشون فى مدن بعيدة عن لجان الاقتراع المحصورة فى السفارات وبعض القنصليات.
فليتنا نتعلم من هذه التجربة أن نبنى تقديراتنا على أساس معلومات وبيانات وتفكير منهجى، وليس فقط على الحماس وأن نضع استراتيجية للتواصل الجدى مع أهلنا فى الخارج، الذين لا نتذكرهم إلا حين نحتاج إليهم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصويت فى الخارج اختراق لم يتحقق التصويت فى الخارج اختراق لم يتحقق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon