توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحالفات الانتخابية المرتبكة.. وأزمتها المركبة

  مصر اليوم -

التحالفات الانتخابية المرتبكة وأزمتها المركبة

د. وحيد عبدالمجيد

واضحة هى مظاهر الارتباك فى الجهود المبذولة منذ أكثر من شهرين لبناء تحالفات انتخابية تتيح للأحزاب حضوراً معقولاً فى مجلس النواب القادم، وتساعدها فى التغلب على شىء من الصعوبات التى تواجهها بسبب نظام الانتخاب الحالى. فبدون تحالفات كبيرة، ستكون العواقب وخيمة.

وعندما يقل الطلب على السياسة فى المجتمع، يزداد الانصراف عن الأحزاب وتتنامى بالتالى الصعوبات التى تواجهها فى الانتخابات. ومن هنا الأهمية القصوى لبناء تحالفات انتخابية ربما يجوز اعتبارها مسألة حياة أو موت، وقضية حضور أو اختفاء، بالنسبة إلى بعض الأحزاب أو كثير منها.

ويساهم الشعور بهذا الخطر فى إرباك التحركات المتعلقة ببناء تحالفات انتخابية. فقد سعى معظم الأحزاب المشاركة فى هذه التحركات إلى استكشاف الموقف فى المشاريع الأولية لتحالفات عدة طُرحت خلال الأسابيع الأخيرة، بما يتطلبه ذلك من انتقال من تحالف إلى آخر، أو حضور لقاءات تتعلق بأكثر من تحالف فى الوقت نفسه.

وستظل هذه السيولة فى التحركات المتعلقة بالتحالفات الانتخابية حتى يحل موعد تقديم طلبات الترشح. وعندئذ ربما تتمخض كل هذه التحركات عن كثير من التحالفات الصغيرة الضعيفة بدرجات متفاوتة، والتى يضم كل منها عدداً محدوداً من المكونات (أحزاب وحركات ومنظمات) يتراوح بين اثنين وأربعة فى الأغلب الأعم.

والأرجح أن يكون عدد التحالفات المحتملة أكبر مما يمكن تخيله فى ظل المشهد الراهن الذى تسوده آمال عريضة فى بناء تحالفات كبيرة. فكلما ضمت التحالفات أعداداً أكبر من المكونات، قل عددها. والعكس صحيح بطبيعة الحال.

ولكن هذا العكس هو الأرجح. وسيبدأ المشهد فى التغير باتجاه تحالفات صغيرة كثيرة عندما تدخل المفاوضات فى تحديد عدد مرشحى كل حزب أو حركة فى هذا التحالف أو ذاك.

ومن الظلم تحميل الأحزاب وحدها المسؤولية عن هذا الوضع، لأن ثمة عاملين لكل منهما دوره فى إعاقة بناء تحالفات انتخابية كبيرة. أولهما نظام الانتخاب الذى يسمى فى العالم «النظام الأغلبى» ونسميه فى مصر «النظام الفردى»، والذى يعتبر «نظام القائمة المطلقة» هو وجهه الآخر لأن القاعدة فى كل منهما هى فوز من يحصل على الأغلبية المطلقة أى 50 % + 1 بالمقعد (الفردى) أو جميع المقاعد (القائمة) وخسارة كل المنافسين حتى إذا حصل أحدهم على 49 %.

وفى ظل صغر مساحة الدائرة، يصبح التنافس الحقيقى محصوراً بين الأفراد الأقوى فى كل دائرة، وإذا كانت الأحزاب هى الخاسر الأول فى هذا النظام فالدولة والمجتمع هما الخاسر الأكبر، لأن هذا نظام انتخابى يعزز المصالح الخاصة ويزيدها توحشاً فى لحظة تشتد فيها الحاجة إلى استعادة قيمة المصلحة العامة التى ضمرت تدريجياً خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

ولذلك لن يكون لكثير من الأحزاب مكان فى المجلس القادم إلا من خلال السعى للحصول على مكان فى قائمة قوية. وهذا يفسر جانبا أساسياً من الارتباك الذى يسود التحركات «التحالفية».

وثمة عامل ثان لا يقل أهمية، وهو ضعف ثقافة الائتلاف والعمل المشترك فى الثقافة السياسية، كما فى ثقافة المجتمع عموماً. وعندما يقترن هذا الضعف بهشاشة القيم الديمقراطية أيضاً، وطغيان المصالح الخاصة، لابد أن يكون بناء تحالفات انتخابية فى مثل صعوبة محاولة إقامة صناعات ضخمة فى مجتمع تقليدى أو بدائى.

فالأزمة ليست فى ضعف الأحزاب فقط. إنها أزمة مركبة مرتبطة بالمستوى المنخفض لتطور المجتمع وثقافته والحدود الضيقة لعقله العام والأفق المحدود لصانعى سياساته والصندوق القديم الصدئ الذى تخرج منه هذه السياسات حتى الآن.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات الانتخابية المرتبكة وأزمتها المركبة التحالفات الانتخابية المرتبكة وأزمتها المركبة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon