توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اجتهادات محمد السيد سعيد

  مصر اليوم -

اجتهادات محمد السيد سعيد

د. وحيد عبدالمجيد

نذكره فى كل وقت، وليس فقط فى ذكرى رحيله هذه الأيام. فالفكر لا يرحل، ولا يفنى، وخاصة حين يكون نابضاً بالحياة. وهذا هو ما يميز أصحاب الفكر المتجدد مثل محمد السيد سعيد، الذى لم يتوقف عن مراجعة أفكاره، وتطويرها وتعميقها طوال حياته القصيرة.


فقد آمن، مثله فى ذلك مثل كل من يعى معنى الفكر ومسئوليته، بأن المراجعة وإعادة النظر هما اللتان أتاحتا إنتاج أعظم الأفكار فى التاريخ.وكم عبر عن دهشته بسبب ثناء على شخص أو آخر يوصف بأنه متمسك بموقفه ثابت عليه تحت أى ظرف، وخاصة حين كان الثبات فى موقع لا يقف فيه إلا فئتان. تشمل الأولى عبيد إحسانات سادتهم. وتضم الثانية محترفى تسهيل الفساد تربحاً أو تربيحاً. ولذلك أتخيله يطل علينا ساخراً حين يثنى البعض على من يثبت على موقفه الذى يدخل فى إطار الفئة الأولى، وعندما أشاد مناهضون للفساد بمسئول رحل أخيراً لتمسكه لإيمانه بما فعله فى إطار الفئة الثانية!.

وقد لفت انتباهى أننى لا أذكر محمد السيد سعيد فى المرحلة الراهنة إلا وأتخيله إما ساخراً من بعض أوضاعنا أو حزيناً لما آلت إليه أحوالنا، أو مندهشاً لبعض ما يحدث وهو الذى كان قادراً على تفسير ما يستعصى على الإدراك وشرح ما يدفع إلى الاستغراب.

ولو أنه راجع أفكاره فى ضوء المعطيات الراهنة، لربما شملت هذه المراجعة نظريته بشأن الاستثناء المصرى العربى من حالة قام ببلورة معالمها فى بداية تسعينيات القرن الماضى، واسماها نهاية مثقف التحرر الوطنى فى العالم0 فهناك متغيران يدفعان الى مثل هذه المراجعة. أولهما حالة التدهور الثقافى والمعرفى وما يقترن بها من انحصار وجود مثقفين بالمعنى الدقيق. وثانيهما تغير مفهوم التحرر الوطنى بالمعنى الذى قصده وبلوره فى نظريته، فى ظل تنامى ظاهرة الاتجار بالوطنية التى انتشرت كرد فعل على جريمة الاتجار بالدين وما أدت إليه من تشوهات فى البنية الثقافية المجتمعية وتسميم للمشهد السياسى.

ومع ذلك يظل جوهر نظريته قائماً، وهو أن مثقف التحرر الوطنى (والمتاجر بالوطنية الآن) هو وطنى تجاه الخارج فقط، ولكنه متطرف سياسياً أو دينياً وإقصائى تجاه الآخر المختلف معه ومدافع عن التسلط إن لم يكن لمصلحة فيه فلجهل بالثقافة الديمقراطية.

فسلام على محمد السيد سعيد فى ذكرى رحيله: سلام عليك يامن ستبقى أفكارك ملهمة لأجيال متوالية.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اجتهادات محمد السيد سعيد اجتهادات محمد السيد سعيد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon