د. وحيد عبدالمجيد
فوجىء الذين أرسلوا باقات الورد إلى المهندس إبراهيم محلب بعد توليه رئاسة الوزارة ، ربما كعادتهم مع كل رئيس مجلس وزراء جديد ،
بعودة الباقات إليهم بعد أن رفض مكتب رئيس الوزراء تسلمها تنفيذا لتعليمات المهندس محلب بعدم قبول أى باقات ورد أو هدايا تصله . لم يكن هذا القرار هو الوحيد الذى أصدره رئيس الوزراء ويستحق الإشادة ،فقد طلب منع نشرإعلانات تهنئته التى تستقبل عادة كل مسئول جديد ولا تتذكره عند الخروج بكلمة واحدة.
وبعد أن كان الأمن يفرض عليه موكبا طويلا يضم عددا من السيارات وافراد الحراسة جاء قراره بأن تتبعه سيارة واحدة . وفى تأكيد لوجوده فى الشارع ذهب إلى المحلة الكبرى كمعلم يعرف طبيعة العمال ولغتهم والتقى بهم محشورا وسطهم بدون حواجز .
فى الوقت نفسه منع المهندس محلب استخدام ما يسمى زجاجات المياه المعدنية وهى فى الواقع مياه جوفية معبأة فى زجاجات بلاستيك تكلفة الزجاجة ثلاثة اضعاف مابها من ماء ، مما يعنى أننا ندعم تجارة القزايز البلاستيك المستوردة والتى يشكل تراكمها مشكلة خطيرة بسبب صعوبة التخلص منها وسوء استعمالها فارغة دون نظافة فى كثير من الأماكن مما يؤدى إلى انتشار الأمراض . والأهم ان رئيس مجلس الوزراء اراد بتعليماته استخدام مياه الحنفية فى الشرب فى مجلس الوزراء، تأكيدا أن هذه المياه مظلومة وأنها مياه نقية ونظيفة صالحة للشرب ولا تقل عن المياه المعبأة إن لم تكن أفضل طعما وفائدة. وقد لاحظت فى أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد هذا القرار اختفاء زجاجات المياه التى كان يتم رصها أمام الوزراء ، وكأن الوزراء اصبحوا ممنوعين من العطش أو الشرب . ولو عدنا الى تقاليدنا القديمة نجد أنه كانت هناك قبل أن تهب علينا زجاجات المياه المعبأة ، «شفاشق» جميلة وأنيقة مختلفة الاحجام يتم ملؤها بماء الحنفية لتظهر نقاوة وصفاء الماء . ولعلهم فى مجلس الوزراء يعيدون هذا التقليد ويضعون هذه » الشفاشق » امام الضيوف الأجانب الذين يستقبلهم رئيس مجلس الوزراء وبها » ماء النيل » ليعرفوا أهمية النيل فى حياة المصريين .
نقلاً عن "الأهرام"