توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نزاعات مسلحة أم حروب؟

  مصر اليوم -

نزاعات مسلحة أم حروب

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

ينتظر المهتمون بالتطورات الاستراتيجية في العالم الكتاب السنوي حول التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي الذي يصدر كل عام عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي «‏Sipri»‬، ‬مثلما ‬يتطلعون ‬إلى ‬صدور ‬تقرير ‬التوازن ‬العسكري ‬الذي ‬يصدر ‬سنوياً ‬كذلك ‬عن ‬المعهد ‬الملكي ‬للدراسات ‬الاستراتيجية ‬في ‬لندن «‬IISS»‬. ويقدم العملان الكبيران، حجماً وقيمة، كل وفق منهجه وأدواته، معرفةً لا غنى عنها للباحثين والخبراء في الشؤون الاستراتيجية، كما للسياسيين والعسكريين المعنيين بها.

وقد شاركت مؤخراً في ندوة نظمها المعهد السويدي في الإسكندرية ومركز دراسات الوحدة العربية حول كتاب «‏Sipri»‬، ‬حيث ‬أُثيرت ‬خلال ‬النقاش ‬قضايا ‬مهمة ‬تتعلق ‬بالصراعات ‬في ‬منطقة ‬الشرق ‬الأوسط. وإلى جانب قضايا عدة تثير الاهتمام عادةً في أي نقاش حول هذه الصراعات، أثار التصنيف الذي يعتمده «‏Sipri» ‬جدلاً ‬حول ‬سلامة ‬الاعتماد ‬على ‬معيار ‬واحد ‬في ‬صراعات ‬معقدة ‬ومركبة ‬ومتعددة ‬الجوانب.

فقد اعتمد على معيار عدد القتلى للتمييز بين النزاع المسلح والحرب. وبموجب هذا المعيار، يُقصد بالنزاع المسلح أي صراع عنيف يؤدي إلى قتل أكثر من 25 شخصاً في معارك وعمليات مرتبطة به، بينما يصبح هذا الصراع حرباً عندما يزيد عدد القتلى على ألف شخص، خلال عام واحد.

ورغم أنه يحق للباحث أن يحدد المعيار الذي يراه ملائماً وفق منهجه، يثير الاعتماد على عدد القتلى فقط للتمييز بين النزاع المسلح والحرب أسئلة عن مدى سلامة النتائج التي تترتب عليه في بعض الحالات على الأقل.

ومن هذه الأسئلة مثلاً ما يتعلق بالرقمين المستخدمين في هذا التمييز (25 و1000). فهل يوجد فرق كبير إلى هذا الحد بين صراع يُقتل فيه 900 أو 950، وآخر يروح ضحيته ألف وعشرون مثلاً؟

لكن السؤال الأكثر أهمية يتعلق بطبيعة الصراعات العنيفة في مرحلة انحسرت فيها الحروب المباشرة بين جيوش الدول، حيث تدور الصراعات العنيفة إما بين قوات نظامية وجماعات مسلحة في نزاعات أو حروب داخلية، أو في صراعات تتحول إلى حروب بالوكالة عندما تحصل الجماعة المسلحة المتمردة على دعم من دولة أو أكثر.

ومغزى السؤال فيما يتعلق بمعيار التمييز بين النزاع المسلح والحرب أن عدد القتلى في هذا النوع من الصراعات العنيفة ليس كبيراً، إلا في حالة حدوث قصف جوي عنيف لفترة طويلة كما هي الحال في الحرب السورية.

كما أن النمط السائد في الحروب الراهنة اختلف عن ذي قبل، منذ أن صارت الجماعات الإرهابية هي الأكثر خطراً. وسوريا مثال واضح على ذلك أيضاً. فإلى جانب الصراع بين قوات الحكومة ومجموعات معارضة لها، أصبحت الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش» و«النصرة»، طرفاً في كثير من معارك الحرب في سوريا. ومن هذه المعارك ما بات مفصولاً عن الصراع الأساسي الذي أشعل الوضع في سوريا عام 2011، مثل معارك المناطق الشمالية بين الأكراد و«داعش»، ثم الحرب بين الأكراد وتركيا التي تعتمد على جماعات سورية معارضة تابعة لها تقاتل بجوار قواتها.

كما أن التطور في وسائل حماية المقاتلين أثناء الاشتباكات المسلحة، مثل شيوع استخدام الخوذ والسترات الواقية من الرصاص وغيرها، يؤدي إلى تقليل عدد القتلى مقابل زيادة عدد المصابين والجرحى. لذلك يمكن أن تبدو معارك شديدة العنف لا تحدث إلا في حالة الحرب وكأنها نزاعات مسلحة لأن عدد القتلى أقل من ألف.

ويمكن أن تكون مشكلة هذا التصنيف أكبر عندما تخلو قائمتا النزاعات المسلحة والحروب من صراعات عنيفة مهمة، لأن عدد القتلى لم يصل إلى 25 خلال عام. وقد حدث ذلك بالفعل عندما تأخر «‏Sipri» ‬في ‬إدراج ‬الصراع ‬بين ‬الأردن ‬و«‬داعش» ‬في ‬قائمة ‬النزاعات ‬المسلحة ‬إلى ‬عام ‬2016. ‬ويعني ‬ذلك ‬أن ‬اعتماد ‬معيار ‬واحد ‬أدى ‬إلى ‬إغفال ‬مشاركة ‬الأردن ‬في ‬الحرب ‬على «‬داعش» ‬منذ ‬تأسيس ‬التحالف ‬الدولي ‬في ‬سبتمبر ‬2014. ‬فقد ‬شاركت ‬طائرات ‬أردنية ‬في ‬قصف ‬مواقع ‬لهذا ‬التنظيم ‬الإرهابي ‬في ‬سوريا، ‬وتصاعد ‬الصراع ‬عندما ‬أُسقطت ‬إحداها ‬في ‬ديسمبر ‬من ‬العام ‬نفسه ‬وأُسر ‬طيارها ‬«معاذ ‬الكساسبة»، ‬ثم ‬أُحرق ‬في ‬مشهد ‬مأساوي ‬وقف ‬العالم ‬على ‬أصابعه ‬من ‬فرط ‬هوله.

لذلك يتطلب تصنيف الصراعات العنيفة إلى مستويات وفق مدى حدتها، الاعتماد على معايير أخرى، إلى جانب عدد القتلى، مثل مسرح العمليات الذي تحدث فيه المعارك، ونوع الأسلحة المستخدمة فيها، والمدى الزمني الذي تستغرقه.

نقلا عن الاتحاد الاماراتيه

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزاعات مسلحة أم حروب نزاعات مسلحة أم حروب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon