توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأديب .. والتعذيب

  مصر اليوم -

الأديب  والتعذيب

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يخطئ من يظن أن الإبداع لا يستطيع تغيير الأوضاع إلى الأفضل مهما يكن الجمود السياسى والاجتماعى. فالقوة الناعمة للعمل الإبداعى فى اى بلد أقوى من مختلف أدوات القوة الصلبة مهما تكن خشونتها وقسوتها. وأكثر من يخطئ فى تقدير أهمية قوة الإبداع الناعمة هم المبدعون الذين يصيبهم إحباط أو يأس. ويحدث ذلك بصفة خاصة لمن لا يجدون أثراً لإبداعهم، أو يشعرون بأنه يضيع هباء، ولا يتمتعون برؤية تاريخية واسعة وبعيدة. 

فالإبداع يؤثر بطريقة تراكمية، وليست فورية، وتظهر نتائجه بعد وقت قد يطول. ولكن لهذه القاعدة استثناءات حقق فيها الإبداع أثراً فورياً كبيراً. ولعل أبرز هذه الاستثناءات رواية الأديب الروسى العظيم دستوفيسكى “ذكريات من منزل الأموات” التى يُرجح أنها أُصدرت للمرة الأولى بين عامى 1861 و 1862. وتصف هذه الرواية حياة المعتقلين فى السجون الروسية من خلال تجربة دستوفيسكى حين حل ضيفاً على أحدها. ولجأ فيها إلى صيغة الراوى الذى وصف تفاصيل حياته القاسية فى معتقل بسيبيريا، والتعذيب الذى تعرض له, والعلاقات بين المعتقلين معه، ومشاعرهم الإنسانية التى أبدع فى الغوص فيها. 

فقد استخدم كل موهبته الأدبية فى هذا النص الذى رأى بعض النقاد أنه ليس رواية بالمعنى الدقيق, لأنه اعتمد فيه على أسلوب الفقرات القصيرة رغم ان كل فقرة منها تبدو كأنها لوحة فنية بالغة التعبير. 

والمهم أن ضابطاً كبيراً من الأسرة المالكة (نيقولاى أورلوف) قرأ الرواية، وفهم أنها ليست من نسج خيال مؤلفها لانه يعرف أنه كان معتقلاً، وهاله ما يحدث فى المعتقلات، فتدخل لدى القيصر طالباً إلغاء ما كان يُطلق عليه عقوبات جسدية. وأثار مطلبه ذاك جدلاً واسعاً وحاداً خرج من دوائر السلطة إلى المجتمع، وانتصر القيصر فى النهاية للاتجاه الذى يطالب بإلغاء التعذيب, وقرر إلغاء الكير من أساليبه ومعاقبة من يرتكبونها. 

وقد دشَّن دستوفيسكى بعمله هذا ما صار يُعرف بأدب السجون الذى انتشر على نطاق واسع بعد ذلك, حيث نُشرت مئات الأعمال الادبية فى هذا المجال, ومنها عشرات في العالم العربي. والملاحظ أن دور نشر عربية عدة أعادت طباعة بعض هذه الأعمال في السنوات الاخيرة لان ثورات الربيع العربى أدت الى توسع الاهتمام بقضية حرية الانسان وكرامته. 

المصدر: صحيفة الاهرام

GMT 10:49 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

ثورة يناير .. حكاية وطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأديب  والتعذيب الأديب  والتعذيب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon