توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلام السياسى والشيوعية

  مصر اليوم -

الإسلام السياسى والشيوعية

د. وحيد عبدالمجيد

رغم اختلاف التقديرات بشأن مدى أهمية مبادرة حركة النهضة التونسية وحدود الآثار التى ستترتب عليها، فهى تُعد الأولى من نوعها فى تاريخ حركات الإسلام السياسى وأحزابه. لم يحدث من قبل أن قررت إحدى هذه الحركات الخروج من إطار الإسلام السياسى العابر للحدود. ولذلك فمن الضرورى أن تؤثر هذه المراجعة فى مستقبل الإسلام السياسى فى المنطقة والعالم. غير أن هذا التأثير سيستغرق وقتاً يصعب تقديره. وإذا رجعنا إلى تجربة المراجعة فى الأحزاب الشيوعية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى، نجد أن المبادرة التى أطلقها الحزب الشيوعى الإيطالى وعُرفت باسم “اليورو شيوعية” أحدثت اثراً سريعاً فى قليل فقط من الأحزاب الأوروبية الأخرى. أما آثارها الأوسع فقد ظهرت عقب تفكك مركز الشيوعية حينئذ فى الاتحاد السوفيتى السابق، وانهيار نموذجه. والمقارنة هنا جائزة بسبب القواسم المشتركة بين الحركات العقائدية ذات المرجعيات المطلقة من الناحية المنهجية، مهما يكن الاختلاف بينها. وتفيد هذه المقارنة وجود فرق قد يكون مهماً بين الحالتين. فقد أعلن الحزب الشيوعى الإيطالى مراجعته فى الوقت الذى كان الحزب الأم بالنسبة إلى كثير من الأحزاب الشيوعية فى العالم ممسكاً بزمام السلطة فى موسكو وقادراً على التأثير. أما مبادرة حركة النهضة فقد جاءت فى ظل أكبر أزمة فى تاريخ الجماعة الأم بالنسبة إلى حركات الإسلام السياسى، بعد فشلها فى مصر ولم يمض سوى عام واحد على توليها السلطة. كان لدى الحزب الشيوعى الإيطالى وزعيمه أنريكو برلينجوير من البصيرة ما أتاح فهم أن الأزمة تتراكم فى طبقات عميقة تحت السطح فى موسكو، وإدراك علاماتها التى ظهرت فى معظم الأحزاب الشيوعية فى العالم بما فيها ذلك الحزب نفسه.

ورغم أن حركة النهضة كانت متقدمة على معظم حركات الإسلام السياسى، فإنها تأخرت كثيراً فى إدراك مدى عمق أزمة البناء الذى أُقيمت عليه هذه الحركات والشيخوخة التى دبت فيه.

ولكن السؤال المهم هنا هو: هل يعود بطء تأثير مراجعة الحزب الشيوعى الإيطالى إلى أنها بدأت مبكراً فى وقت كان مركز الشيوعية قادرا على مقاومتها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل يمكن توقع تأثير أسرع لمراجعة حركة النهضة بعد أن أصبح مركز الإسلام السياسى عاجزاً عن مقاومة عوامل الضعف والتفكك التى فعلت فعلها فيه؟

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

GMT 07:20 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

هل كانت أسرة حاكمة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام السياسى والشيوعية الإسلام السياسى والشيوعية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon