بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
عندما يُسَّلم الرئيس راؤول كاسترو السلطة إلى خلفه الذى سيختار فى 19 أبريل الجارى، ستدخل كوبا مرحلة جديدة بعد 60 عاماً من حكم الشقيقين اللذين قادا تمرداً مسلحاً أسفر عن إطاحة حكم باتيستا عام 1959، وتحول إلى ثورة اشتراكية.
ستختار الجمعية الوطنية الرئيس الكوبى الجديد من بين أعضائها، بعد أن تم انتخابها فى 12 مارس الماضى. ولن تكون هناك مفاجأة فى هذا الاختيار. يعرف الكوبيون، وغيرهم من المتابعين، أن ميجيل دياز كافيل نائب الرئيس فيديل كاسترو هو الذى سيخلفه فى الرئاسة.
ورغم أن المرحلة الجديدة فى كوبا لن تكون مختلفة، على الأقل فى السنوات الأولى، لابد أن يرى فيها الكوبيون تطوراً غير عادى، وهم الذين لم يعرف أغلبيتهم الساحقة رئيساً غير الشقيقين فيدل وراؤول كاسترو.
تولى فيدل السلطة منذ إسقاط نظام باتيستا وإلى فبراير 2008، أى نحو نصف قرن. ودفعه اشتداد المرض عليه إلى التخلى عن السلطة لشقيقه راؤول، وابتعد عن الأضواء حتى رحيله فى نوفمبر 2016.
وأعلن راؤول كاسترو عندما تولى السلطة أنه سيبقى فيها لمدة عشر سنوات0 وها هو يستعد لنقلها إلى نائبه كافيل، الذى لم يترك مناسبة إلا أعلن فيها ما معناه أنه يُمَّثل استمراراً لما قبله، وأنه «سيكون هناك دائما رئيس يدافع عن الثورة» التى لم يشارك فيها لأنه لم يكن قد وُلد عندما انتصر التمرد العسكرى وبدأ فى التحول إلى ثورة أقامت نظاماً اشتراكياً صمد بعد تفكك الاتحاد السوفيتى السابق ومعسكره، وانحسار نظم الحكم المماثلة فى العالم.
وهكذا تغادر كوبا هذه الأيام مرحلة الشقيقين كاسترو، الأمر الذى يثير سؤالاً عن طبيعة هذا الحكم، وهل كان حكماً عائلياً بحق على النحو الذى يراه مراقبون غربيون، أم أن الظروف هى التى فرضت أن تبقى السلطة بين يدى الشقيقين لنحو ستة عقود؟
الأرجح أن الحديث عن حكم عائلى، أو أسرة حاكمة، فى كوبا ينطوى على تعسف، ليس بسبب طبيعة نظام الحكم «هناك عائلة تحكم فى كوريا الشمالية »، ولكن لأن المعارك التى خاضها الكوبيون فرضت تركيز السلطة لدى الشقيقين ومعهما حفنة ضيقة من الرفاق الثوريين التاريخيين الذين رحلوا تباعاً.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع