توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا فقدنا الثقة ؟

  مصر اليوم -

لماذا فقدنا الثقة

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

كثيرة هى عوامل تقدم الدول والمجتمعات. بعض هذه العوامل جديد يرتبط بالعصر الحديث، وبالتحولات التى يشهدها العالم فى العقود الأخيرة على وجه التحديد. ولكن بعضها الآخر قديم يعود إلى قرون طويلة مضت.
وأحد أسباب تفاقم أزماتنا التى تراكمت فى العقود الماضية هو أننا لا نفتقر إلى كثير من عوامل التقدم فى العصر الحديث وثورته المعرفية الراهنة فقط، بل لافتقادنا أيضاً أهم العوامل القديمة اللازمة لتحقيق أى نجاح أو إنجاز يشعر به المجتمع كله، وهو الثقة. 

فهذه الكلمة الصغيرة، المكونة من ثلاثة حروف فى اللغة العربية “ثقة” ومن أربعة فى الإنجليزية Trust، هى الأساس الذى تقوم عليه المعاملات بين الناس فى أى مجتمع، أو فى قطاع من قطاعاته، وتستند عليه علاقاتهم مع سلطة الدولة، مثلما يرتبط به عمل مؤسسات هذه السلطة وأجهزتها. ولذلك فإذا غابت الثقة أو ضعفت، يرتبك الأداء، ويتوه الناس، لأن الجميع سيحذرون بعضهم البعض، ويشك كل شخص فى الآخر, ويتعذر التعاون بينهم فى الوقت الذى يتحول التنافس المنتج الى صراع مدمر . ورغم تعدد العوامل المؤثرة فى الوضع الاقتصادى، تظل الثقة فى مقدمتها لأن غيابها أو تراجعها لابد أن يقود إلى ركود حيث تقل الاستثمارات أو تتوقف، وتتباطأ المعاملات نتيجة المغالاة فى طلب ضمانات إضافية. كما أن الثقة هى المحدد الأول للتفاعلات السياسية لأنها تؤثر بشكل مباشر فى نوع هذه التفاعلات وحجمها. وشتان بين أجواء يتوفر فيها قدر معقول من الثقة فى الآخر، وأخرى يسودها التربص والترصد والاتهامات المتبادلة والتفسيرات التآمرية. وفى هذه الحالة يقل بل يندر اهتمام أى طرف بما هو إيجابى فى حديث الآخر أو أدائه، ويزداد البحث عما يدعم الشكوك فيه وتأويل كل ما يصدر عنه فى هذا الاتجاه. وهذا هو أحد أخطر ما يمكن أن يواجه أى بلد، لأنه يؤثر فى مختلف مناحى الحياة فيه، على النحو الذى يحدث فى مصر الآن ويتطلب جهداً هائلاً لوضع حد له. فحالة افتقاد الثقة تعيد إنتاج نفسها، وتتغذى على ما يمكن أن نسميه صناعة الكراهية. وحين يغرق المجتمع فى هذه الحالة, وحيث يصيب الركود الاقتصادى الصناعة فى مقتل، تصبح صناعة بناء الكراهية هى أكثر الصناعات ازدهاراً وأكثرها إنتاجاً. 

فلننتبه إلى ما نفعله فى أنفسنا وبلدنا قبل فوات الأوان. 

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

GMT 07:20 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

هل كانت أسرة حاكمة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا فقدنا الثقة لماذا فقدنا الثقة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon