توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نوعان من الخوف!

  مصر اليوم -

نوعان من الخوف

د. وحيد عبدالمجيد

ليس هناك إنسان لا يشعر بالخوف فى حياته. هناك من يمضى حياته كلها خائفاً. وثمة من يصيبه الخوف فى ظروف معينة. غير أن الخوف نوعان: خوف كبير يرتبط بالوضع العام، وآخر صغير يتصل بالشأن الخاص.

والخوف الكبير الذى يعنينا هنا نوعان أيضاً. الخوف من السلطة حين تكون باطشة ظالمة، والخوف من الحرية عندما يكون هناك تهديد خطير للوطن, او حين يقع المرء أسير آلة تخويف تجيد استخدام ما يُفزع الانسان لتوحى إليه بأن تنازله عن هذه الحرية هو السبيل إلى حماية أمنه. وفى لحظات تاريخية معينة، يكون كسر الخوف من السلطة أقل صعوبة من تجاوز الخوف من الحرية. فكسر الخوف من الحرية يتطلب مستوى من الوعى أعلى مما هو ضرورى لتجاوز الخوف من السلطة.

وهذا هو حال كثير منا بعد خمس سنوات على ثورة 25 يناير. فقد عبر كثير من المصريين حاجز الخوف من السلطة، ولكن قطاعاً واسعاً منهم وقع فى أسر الخوف من الحرية بسبب تصاعد العنف وازدياد خطر الإرهاب. ولكن إحلال خوف محل آخر لا يجيز التقليل من أهمية التغير الذى حدث. فليس هيناً أن يتحرر شعب من الخوف من السلطة.

وقد سجلت الأديبة الرومانية-الألمانية هيرتا مولر الحاصلة على جائزة نوبل للأداب 2009 تجربتها فى ظل الخوف من سلطة نظام شاوشيسكو قبل الثورة عليه عام 1989. وهى لم تقل أكثر مما شعر به أى إنسان ذى عقل عاش تحت نير سلطة باطشة. ولكنها أجادت التعبير عنه بكتابتها الآسرة التى وصفت فى قرار منحها الجائزة بأنها عبرت عن حياة التعساء بلغة أقرب للشعر فى تركيزها وللنثر فى وضوحها.

كان الخوف هو الحاضر الدائم فى رواياتها, التى نعرف منها “وكان الثعلب يومها هو الصياد” ترجمة خليل الشيخ, و”أرجوحة النفس” و”الملك ينحنى ليقتل” ترجمة وحيد نادر. وكان الخوف الذى عبرت عنه قاتلاً يحطم الإنسان ويقتل معنوياته ويجعله فى حالة شعور دائم بالعجز واعتماد كامل على السلطة التى تعمل نيابة عنه لتحقيق أحلامه. ولكن هذا الانسان الخائف العاجز يكتشف يوماً بعد يوم أن استمرار عجزه يبعده عن هذه الاحلام التى يتعذر التقدم نحوها بدون مشاركة شعبية حرة وحيوية تخلق الحماس اللازم فى المجتمع للعمل والانجاز.

   

GMT 05:48 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

حالة الخوف!

GMT 06:00 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

شائعات السحور!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوعان من الخوف نوعان من الخوف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon