توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مواجهة التسطيح!

  مصر اليوم -

فى مواجهة التسطيح

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

إصلاح التعليم وتطويره أحد أهم مقومات انتقال أى مجتمع إلى العصر الحديث. وقد أدرك بعض رواَّد النهضة المصرية ذلك
عندما بذلوا جهدهم لإقامة الجامعة الأهلية التى أصبحت جامعة القاهرة الآن. 

ولكن هذه النهضة تعثرت، فتسبب انتكاسها فى تدهور مستوى التعليم. كما أسهم هذا التدهور فى استمرار التعثر وتحوله إلى تراجع أعاد معظم قطاعات المجتمع إلى ما كانت عليه قبل العصر الحديث. 

وربما لا يكفى تعبير التدهور لوصف حالة التعليم فى مصر الآن. ولذلك فليس غريباً أن يصل الجدل العام إلى المستوى المتدنى الذى بلغه، وأن يسود التسطيح العقلى وتهيمن السطحية على المشهد. 

وفى مثل هذه الحالة، من الطبيعى أن يكون السؤال عن مدى المعرفة التى يقدمها نظامنا التعليمى بالفكر الإنسانى نوعاً من الترف والرفاهة، رغم أن المعارف المرتبطة بهذا الفكر ضرورية، حتى فى حدها الأدنى، لصحة العقل والقدرة على التفكير المنظَّم واستيعاب معنى الوجود الإنسانى وقيمته. 

ومن هنا أهمية دور الفنانين المثقفين، وهم قليل فى مجال الإخراج السينمائى والتليفزيونى. ولهم فى المخرج الإيطالى الكبير روبرتو روسيلينى مثل يمكن الاقتداء به. 

فقد اختار روسيلينى فى سنواته الأخيرة أن يُخرج أفلاماً تليفزيونية ذات طابع فكرى. وأخرج أفلاماً شاهدها أعداد لا تُحصى عن مفكرين بارزين فى تاريخ الفكر الإنسانى من سقراط فى العصور القديمة إلى ديكارت فى مطلع العصر الحديث. وأتاحت أفلامه لمن درسوا هذا الفكر فى المدارس والجامعات استعادته بطريقة مختلفة تعتمد على الصورة التى قد تستقر فى الأذهان أكثر من الكلمة. 

ولكن المهم فى هذا النوع من الأفلام أن يكون المخرج ملماً بالأفكار التى يقدَّمها. فعندما قدم روسيلينى فيلمه الأّخاذ عن سقراط، كان هو الذى كتبه بنفسه اعتماداً على أهم ما قرأه عنه. ولذلك استطاع أن يصوَّر ببراعة موقف سقراط الشجاع من الموت عندما اتهمه الطغاة الأسبارطيون الذين غزوا أثينا بإفساد عقول الشباب، وحكموا عليه بالإعدام عبر تجرع السم. 

كان الموت لدى سقراط انعتاقاً من الطغيان والعبودية، وتعبيراً عن الإصرار على حرية قومه. وهذا هو مغزى قوله رداً على الحكم عليه بالإعدام: (أنا أموت .. أما نحن فنعيش). 

فهل يستطيع أحد مخرجينا المثقفين أن يقدم أعمالاً من هذا النوع، وهل يجد من لديه شجاعة الإنفاق على إنتاجها فى أجواء تسودها السطحية والميل إلى التسطيح. 

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

GMT 07:20 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

هل كانت أسرة حاكمة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مواجهة التسطيح فى مواجهة التسطيح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon