توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس لنا من عدوان على «غيرنا»؟

  مصر اليوم -

دروس لنا من عدوان على «غيرنا»

د. وحيد عبدالمجيد

اختلفت مواقفنا فى مصر أشد الاختلاف تجاه العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. وهذه هى المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك تجاه عدوان تعرضنا فى مصر إلى مثله، بل أفظع وأشد إجراماً منه، عام 1967 وخلال حرب الاستنزاف. ولذلك عانقت أرواح أطفالنا شهداء مدرسة بحر البقر أرواح أشقائهم الفلسطينيين الذين استقبلوهم طوال الأيام الماضية فى رحاب الفردوس.

غير أنه علينا جميعاً بغض النظر عن مواقفنا المختلفة، أن نتأمل بعض الدروس التى ينطوى عليها هذا العدوان حتى إذا نظر بعضنا إلى الفلسطينيين الذين تعرضوا له باعتبارهم قوماً آخرين «غيرنا» لا علاقة لنا بهم.

أولها يتعلق بدلالة مشاعرنا فى مصر تجاه الآلام والعذابات المترتبة على المذابح الرهيبة التى حدثت خلال العدوان. فقد شعر معظمنا بالإشفاق على ضحايا هذه المذابح الذين كان أطفال ونساء وشيوخ فى مقدمتهم، وربما بكى بعضنا تأثراً بالمشاهد المفزعة التى نقلتها بعض وسائل الإعلام، ولكنه إشفاق لا يختلف فى الأغلب عما نشعر به تجاه ضحايا أى حادث فى أى سياق، فلم ترتبط مشاعرنا بالسياق المحدد لعدوان وحشى على الشعب الوحيد الذى مازال خاضعاً لاستعمار أجنبى فى عالم اليوم. ولم نستحضر غالباً تجربتنا فى مواجهة اعتداءات هذا الاستعمار الصهيونى علينا، واحتلاله لجزء من أرضنا قبل أن نستردها، فضلاً عن تاريخ نضالاتنا وتضحياتنا للتحرر من الاستعمار البريطانى قبل ذلك.

وربما لهذا السبب لم يقترن شعورنا تجاه أبناء غزة بتضامن واضح مع قضيتهم وليس فقط مع أشخاصهم، بل على العكس تبنى بعضنا الرواية الصهيونية القائلة إن السبيل الوحيد أمامهم لتجنب القتل والدمار هو الاستسلام للاحتلال والحصار.

ولكن الأهم من هذا بالنسبة إلينا فى اللحظة التاريخية التى تمر بها مصر الآن هو عجزنا فى الأغلب الأعم، وبدون تعميم بطبيعة الحال، عن إدراك أن للأوطان حقوقاً على أبنائها تستوجب منهم تضحيات سبق أن قدمها كثير من أبناء شعبنا عن طيب خاطر فى مراحل عدة سابقة.

غير أننا لم نضع تضحيات الغزاويين فى هذا السياق لأننا فقدنا بكل أسف روح التضحية التى تشتد حاجتنا إليها الآن أكثر من أى وقت مضى لبناء مصر جديدة. فقد أدت عقود التجريف الشامل الذى تعرض له مجتمعنا على مدى عقود إلى تراجع، وربما اختفاء، مفهوم المصلحة العامة فى ظل طغيان المصالح الخاصة والشخصية بأضيق معنى لها وبأوسع ما فى هذا المعنى من أنانية وطمع.

وهذا هو الدرس الأول، وربما الأكثر أهمية، الذى ينبغى أن نستوعبه، لأن استعادة روح التضحية التى فقدناها هى بداية الطريق لتجاوز أزمات هائلة متراكمة يصعب التعامل مع بعضها بل الكثير منها بدون استعداد للعطاء وما يقترن به من تضحية.

وثمة درس ثان علينا أن نستخلصه من همجية العدوان الإسرائيلى. فما كان للعدوان أن يبلغ ما بلغه من جنون إلا نتيجة فشل استراتيجى متزايد منذ أن ظهرت معالمه واضحة فى لبنان عام 2006. وستكون تداعيات هذا الفشل خطيرة للغاية فى حالة عدم التوصل إلى اتفاق هدنة طويلة يحرّر فلسطينيى غزة من الحصار الخانق ويضمن إعمارها وتنميتها. فبدون هدنة قابلة للاستمرار سيتصاعد الجنون الإسرائيلى، وقد يدفع إلى تشجيع صراعات داخلية ظلت كامنة نتيجة سيطرة حركة «حماس»، بما يحمله ذلك من خطر تحويل القطاع إلى ساحة صراعات مسلحة مفتوحة وإعادة إنتاج المشهد السورى على حدودنا، ويبقى درس ثالث يمكن أن نستخلصه من طريقة تعامل بعضنا مع العدوان على قطاع غزة، وهو أننا فقدنا الصلة بتاريخنا وما يمتلئ به من صفحات النضال ضد الاستعمار الصهيونى حماية لأمننا القومى فى المقام الأول ومن أجل فلسطين فى مرتبة تالية. ويعد افتقاد الصلة بالتاريخ أحد أخطر ما يتعرض له أى مجتمع فى لحظة انتقال كالتى نمر بها فى مصر، لأنه يعنى عدم القدرة على تحديد اتجاه المستقبل. فمن لا يعى تاريخه لا يعرف الطريق إلى مستقبله.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس لنا من عدوان على «غيرنا» دروس لنا من عدوان على «غيرنا»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon