توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثقافة الكراهية

  مصر اليوم -

ثقافة الكراهية

د. وحيد عبدالمجيد

وضع د. عبد الحميد الأنصارى يديه على جوهر المرض الذى أصاب المجتمعات العربية كلها بدرجات متفاوتة من حيث العمق والمدى، وانتشر فيها فخلق أعراضاً شتى يبدو الإرهاب هو أخطرها اليوم، وإن لم يكن هو الخطر الوحيد.

وعلى اختلاف المسميات التى نطلقها على هذا المرض، يظل المسمى الذى اختاره الأنصارى عنواناً لكتابه «ثقافة الكراهية» أكثرها صواباً واقتراباً من الواقع. فالكراهية هى أحد أهم التجليات السلبية لرفض الآخر. فهى، من الناحية النظرية، ليست مفهوماً مستقلاً بل مرتبط بمفهوم الآخر (كل آخر مختلف) وفهمنا له سلباً أو إيجاباً.

ولذلك أصاب الأنصارى عندما تطرق فى كتابه إلى مفاهيم أخرى تابعة لمفهوم الآخر مثل الإقصاء. فالآخر يُقصى لأننا نكرهه بسبب اختلافه، ونبرر إقصاءه بمزاعم من نوع أنه مشكوك فى عقيدته أو موثوق فى كفره، أو خائن للوطن، أو عميل للاستعمار أو لأى جهة أجنبية، أو من أعداء الشعب. كما تطرق إلى مفهوم التعصب بأشكاله المختلفة دينياً ومذهبياً وقومياً وفكرياً وأيديولوجياً وما يقترن به من رفض الآخر. وهناك أيضاً مفهوم التعالى بدعوى أن الفئات الأخرى أقل شأناً وقدراً وقدرة، وما يقترن به من احتقار للآخر.

وتقوم رؤية مؤلف الكتاب لثقافة الكراهية على أنها (توليفة من عنصرين هما التكفير والتخوين). فالتخوين هو الوجه الآخر للتكفير من حيث أن كلاً منهما يعبر عن أقصى حالات العداء تجاه الآخر.

وربما يعود د. الأنصارى فى عمل لاحق لبحث طبيعة العلاقة بين التكفير والتخوين بشكل أكثر تفصيلا، حيث يصبح المكفَّر خائناً والمخَّون كافراً ثم تتوسع الدائرة الجهنمية فى ظل انتشار ثقافة الكراهية. وعندئذ يجد كل من يرفض التكفير والتخوين متهماً بالكفر والخيانة فى آن معاً، لأن فكرة (من ليس معنا فهو ضدنا بل عدونا) هى أحد تجليات ثقافة الكراهية.

كما قد يرى د. الأنصارى فى كتاب قادم أن يجيب عن سؤال أساسى عن المدى الذى بلغه لجوء نظم عربية قمعية لتخوين معارضيها. فهو يتحدث عن هذه النظم فى ستينيات القرن العشرين، فى حين أن استخدام التخوين مازال مستمراً حتى اليوم، بل توسع نطاقه فى الفترة الأخيرة فى إطار سياسة غير رشيدة تلجأ إليه لخلق حالة تعبئة شاملة فى مواجهة الإرهاب، دون إدراك أن هذا النوع من السياسات ليس جزءاً من الحل بل من المشكلة.

 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة الكراهية ثقافة الكراهية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon