توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثورة .. وصورة الطاغية

  مصر اليوم -

الثورة  وصورة الطاغية

د. وحيد عبدالمجيد

عندما يقرأ أى عربى ما كتبه الكاتب السورى طلال المهيمى ذات يوم عن صورة الطاغية الأسبق حافظ الأسد، يشعر بأنه يعبر عنه. كتب المهيمى: (أذكر حين كنت أحدَّق فى صورة حافظ الأسد مطبوعة أو معلقة فى أى مكان صورة ثابتة لا تتغير. لا تكبر ولا تهرم. لا تمرض ولا تسعل ... صورة جرى تدجين أجيال من الأطفال على أنها لبطل منقذ خارق).
وتعود أهمية هذا الكلام عن الصورة إلى أنها أداة رئيسية فى عملية صناعة الزعيم الطاغية فى العصر الحديث منذ أن صارت من أهم المواد المستخدمة فى هذه الصناعة، إلى جانب اللغة أو الخطاب الذى يعمل فريق متخصص لإخراجه بالطريقة التى تحقق التأثير المطلوب، ويتلقفه فريق ثان من "الكومبارس" تطوعاً أو إرغاماً لترويجه ونسج الأساطير حوله.
وبسبب مركزية دور الصورة فى صناعة الزعيم الطاغية، يتغير أسلوب التعامل معها تغيراً كاملاً حين يعود الوعى إلى الناس فيثورون عليه. فالصورة التى كانت "مقدسة" تُطل على الشعب من كل مكان لتذَّكرهم بما يمكن أن يلقاه من يخرج على الصف، وكان رفعها فى المناسبات تعبيراً عن أعلى مراتب الوطنية، هى نفسها التى تُمزَّق أو تُحرق حين تدور الدائرة على الزعيم الطاغية.
وينطبق ذلك على التماثيل التى تُصنع للأشد طغياناً، إذ يكتسب تحطيمها عند إسقاطه مغزى يتجاوز الطابع الرمزى لهذا الفعل، كما حدث لتمثال صدام حسين الذى اُعتبر أحد أهم مشاهد عام 2003. وفى هذا المستوى الأعلى للطغيان، والذى كان صدام حسين أحد ابرز حالاته، لا يقنع الطاغية وأركان نظامه بالصورة الثابتة التى لا تتغير. فنجد إلى جانبها، لوحات عدة تمثله جالساً أو واقفاً، ومتبسماً مرة ومكشراً عن أنيابه أخرى، مع تنوع فى الثياب، ربما لدرء الملل عن الناس الذين يصبحون على وجه الزعيم ويُمسون معه.
وما أن يتحرر ضحايا صناعة صورة الزعيم من خوفهم ويثوروا عليه حتى تصبح هذه الصورة، وما يعادلها من لوحات وتماثيل، هدفاً للغضب المتراكم فى صدورهم.
وينطوى استهداف صورة الطاغية فى هذا السياق على حالة نفسية، وليست فقط سياسية. فالصورة الممزقة أو المحطمة تعبر عن نظرة المتحررين من الطاغية إليه وقد أصبح عارياً، بعد أن فقد ثوب السلطة الذى اجتهد فى حياكته أعوان أجادوا لسنوات أداء مهمتهم فى خداع الناس وطمس وعيهم. فالعلاقة وثيقة بين الصورة المادية التى يمزقها الثائرون بعد أن كانت تحاط بطقوس شبه مقدسة، والصورة السياسية التى يكتشفون حقيقتها بعد أن كانوا مخدوعين فيها

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة  وصورة الطاغية الثورة  وصورة الطاغية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon