د. وحيد عبدالمجيد
عندما ظهرت نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التونسية، سُئلت عن توقعى لما سيحدث فى الجولة الثانية التى تجرى اليوم،
فتضمنت أجابتى نصح السيد المنصف المرزوقى بتوجيه رسالة إلى الشعب تفيد أنه يعتذر عن خوض هذه الجولة ويهنئ منافسه الباجى قائد السبسى رغم أنه لم يحصل سوى على نحو 42 فى المائة من الأصوات، ويدعو إلى دعمه فى أية خطوة إيجابية يخطوها ونقده ومحاسبته حين يخطئ.
كما اقترحت أن يتضمن خطاب المرزوقى مطالبة الرئيس الجديد بأن يستوعب دروس المرحلة الانتقالية، بما فيها الأخطاء التى وقع فيها هو خلال فترة رئاسته التى امتدت نحو ثلاث سنوات.
ولعل الخطأ الأكبر بين أخطاء المرزوقى أنه كان حريصاً على إرضاء الائتلاف الحاكم أو “الترويكا” بقيادة حركة النهضة، أكثر مما حسب حساب الشعب. وهذا خطأ يمكن أن يعيد الباجى إنتاجه بشكل آخر وخاصة أن حزبه هو (نداء تونس) صار فى موقع قيادة الائتلاف الجديد الذى سيشَّكل الحكومة القادمة، فى حين أن حزب المرزوقى (المؤتمر من أجل التغيير) كان جزءاً صغيراً من ائتلاف تصدرته حركة النهضة.
وكان هذا النصح قبل أن يجتمع مجلس النواب الجديد وينتخب هيئة مكتبه.وقد عزَّز ما حدث فى اجتماع المجلس يوم 4 ديسمبر احتمال فوز الباجى اليوم بل أكَّده، لما أظهره من بداية تحول فى نمط التحالفات الانتخابية. وكان انتخاب الرجل الثانى فى حركة النهضة عبد الفتاح مورو نائباً أول لرئيس مجلس النواب، وحصوله على 157 صوتاً من أصل 217، رغم أن هذه الحركة لا تملك مع حلفائها أكثر من 85 مقعداً على الأكثر، مؤشراً على أن نواب “نداء تونس” أو أكثرهم اقترعوا لمصلحة مورو.
كما أن انتخاب القيادى فى “نداء تونس” محمد الناصر رئيساً للمجلس بأغلبية 176 صوتاً يدل على أن عدداً يُعتد به من نواَّب حركة النهضة اقترعوا لمصلحته. وجاءت استقالة الأمين العام السابق لحركة النهضة المعروف بحماسه لدعم المرزوقى مؤشرا اخر على تفاهم بين قيادتها وحركة نداء تونس0 وقد يؤدى ذلك الى خسارة المرزوقى قسما من أصوات أعضاء النهضة0 وإذا صح هذا، قد لا يحصل على النسبة التى نالها فى الجولة الأولى (33%). ولذلك كان أفضل كثيراً بالنسبة له أن يستمع إلى النصح ويعتذر عن خوض الجولة الثانية.