توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (أخطاء في فهم الإسلام)

  مصر اليوم -

عيون وآذان أخطاء في فهم الإسلام

جهاد الخازن

المؤرخ والروائي البريطاني توم هولاند كتب مقالاً لجريدة «صنداي تايمز» البريطانية عنوانه «إمبراطورية السيف الأبدية» وتحته: الصور الفظيعة التي نشرها تنظيم «داعش» على مواقع الميديا الاجتماعية وصدمت العالم، إلا أنها لمرتكبي الجرائم دليل فتوحات مُورست عبر ألوف السنوات في الشرق الأوسط ويُبيحها (أو يُقرّها) القرآن.
كنت سأتجاوز الموضوع لولا آخر كلمتين في الفقرة السابقة، والجريدة الناشرة نافذة ورصينة والكاتب مؤرخ ثقة في ميدان اختصاصه.
القرآن الكريم لا يُقر القتل، والمؤرخ هولاند ذكّرني عبر مقاله كله بشعرٍ لأبي نواس الذي قال: فقلْ لمن يدّعي في العلم فلسفة/ حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء. وبعده: لا تحظر العفو إن كنت امرأً حرجاً/ فإنّ حظرَكَه في الدين إزراء.
وهكذا وجدت أن توم هولاند المؤرخ الخبير، خصوصاً في الإمبراطورية الفارسية، لا يعرف ما يعرف شاعر ماجن. المؤرخ يشير إلى مغني «راب» من منطقة ميدافيل في لندن انضم إلى الإرهابيين من «داعش» بعد أن بث صورة له وفي يده رأس رجل من ضحايا الإرهاب. البريطاني الذي تحوَّل من مغنٍّ إلى ارهابي اسمه عبدالماجد (أو المجيد) عبدالباري (وشهرته أبو كلاشنيكوف) وبعد أن يسجل هولاند اسمه كاملاً يعود إليه وهو يعتقد أن اسم أسرته باري، مع أن الاسم هذا من أسماء الله الحسنى، وعبدالباري كلمة واحدة. يبدو أن الكاتب لا يعرف أن «الباري» مرادف اسم الجلالة الله بالعربية، فيجعل اسم أسرة الإرهابي من أسماء الله تعالى.
المقال يشير مرة بعد مرة إلى الدولة الآشورية وفصل الرؤوس عن الأجساد لإرهاب الخصوم، إلا أن هذه الدولة قامت بين القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد، أي سبق تأسيسها الدولة الإسلامية بخمسة عشر قرناً، وإرهابيو «داعش» لا يفهمون القرآن الكريم، وأشك كثيراً في أنهم سمعوا بملوك الآشوريين وتمثلوا بهم.
الإسلام دين سلام، والنبي محمد قاتل بعض العشائر اليهودية في المدينة بعد أن تآمرت عليه، إلا أنه لم يقاتل كل اليهود وكانت بين أزواجه يهوديات، وحتماً القرآن الكريم يرفع عيسى وأمه مريم إلى مرتبة لا توجد إطلاقاً في العهد الجديد، أو كتاب النصارى.
أيضاً أُدين كل مَنْ يختار من القرآن نصف آية، وعلى طريقة «ويل للمصلين» أو «لا تقربوا الصلاة...» لا أعتقد أن توم هولاند من هؤلاء، إلا أنه عندما يستند إلى آية يجب أن يقولها كاملة.
القرآن الكريم يقول:
- فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ( التوبة 5).
وهكذا فالآية تتحدث عن المشركين لا أهل الكتاب من يهود ونصارى، وتنتهي بتخلية سبيلهم إذا تابوا وتذكّر المؤمنين بأن الله غفور رحيم.
الآية التالية في السورة نفسها تقول: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون (التوبة 6). هذه آية لا تحتاج إلى شرح. وأكمل من القرآن الكريم:
- وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (البقرة 190).
- واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين (البقرة 191).
الآيتان أوضح من أن تحتاجا إلى شرح، فالله يقول للمؤمنين لا تعتدوا ويحضّهم على قتال الذين بدأوا بقتالهم، ويحذر من الفتنة.
أخيراً، يتحدث توم هولاند عن سيفٍ لرسول الله اسمه «ذو الفقار». هذا السيف غنمه رسول الله في معركة بدر وأعطاه في معركة أحد لعلي بن أبي طالب الذي دافع عن رسول الله، ومشركو قريش يحاولون الوصول إليه. ونسمع منذ ذلك الحين «لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذوالفقار»، وهو حديث إسناده ضعيف.
هناك أعداء يريدون تصوير المسلمين جميعاً كأنهم إرهابيون. وحتى العالم المنصف يخطئ أحياناً ويدفع المسلمون كلهم الثمن.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان أخطاء في فهم الإسلام عيون وآذان أخطاء في فهم الإسلام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon