توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة إلى أدب الرسائل

  مصر اليوم -

عودة إلى أدب الرسائل

جهاد الخازن

 يحاول الإنكليز اليوم إحياء أدب الرسائل. أزعم أن العرب اخترعوا الرسائل. الجهد الإنكليزي بدأ في خريف 2013، وأصبح هناك الآن موقع إلكتروني باسم «رسائل تحيا». وشهدت العاصمة البريطانية معرضاً عن الرسائل استمر من آخر أيام الشهر الماضي حتى الرابع من هذا الشهر.

كله جميل، ولعل السبب الأهم وراء محاولات إحياء أدب الرسائل هو هجمة التكنولوجيا الحديثة، والهاتف المحمول (موبايل)، فلم أعد أحتاج أن أكتب رسالة إلى الأهل كما كنت أفعل وأنا شاب وعلى سفر، وإنما هي ثوانٍ ثم حديث يطول أو يقصر.

قبل 1400 سنة عرف العرب رسائل نبي الله والخلفاء إلى الحكام والسفراء وقادة الدول. وأذكر من رسالة النبي إلى المقوقس، عظيم مصر، في السنة السادسة للهجرة، قوله: أسلمِ تسلَم يؤتك الله أجرَك مرتين.

في القرآن الكريم: اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم، وهو كلام سليمان الملك إلى بلقيس ملكة سبأ. وكان لكل خليفة «ديوان الرسائل» وحفظنا القول: بدأت الكتابة بعبدالحميد وانتهت بابن العميد (قرأت أيضاً: بُدِئت الكتابة...).

عندما عدت إلى المراجع وجدت أن عبدالحميد من أصل غير عربي، وأن ابن العميد فارسي من قم. والأول عمل لمروان بن محمد، وقُتِل بعد أن زالت دولة الأمويين. أما الثاني فعمل في بلاط البويهيين وكتب لركن الدولة أبي علي الحسن بن بويه، والد عضد الدولة.

المتنبي مدح ابن العميد في قصيدته التي مطلعها:

بادٍ هواك صبرت أو لم تصبرا/ وبكاك إن لم يجرِ دمعك أو جرى

وفيها عنه:

من مبلغ الأعراب أني بعدها/ شاهدت رسطاليس والاسكندرا

وسمعت بطليموس دارس كتبه/ متملكاً متبدياً متحضرا

لم أذهب إلى معرض لندن، غير أن ابنتي ذهبت وأهدتني كتاباً عن «الرسائل تحيا» ضم عدداً كبيراً منها يعكس التراث البريطاني.

ولعل أغرب رسالة قرأتها كانت من آن بولين والملك هنري الثامن إلى الكردينال وولزي تحضّه على السرعة في إلغاء أول زواج للملك حتى تتزوجه هي. الرسالة غريبة جداً لأنها بدأت بخط آن بولين، ثم ألقت هذه القلم إلى هنري الثامن وطلبت منه أن يكملها إلى الكردينال لأن كلمته نافذة.

هنري الثامن تزوج ست مرات وطلق اثنتين وأعدَم اثنتين، أولاهما آن بولين، وماتت واحدة، ومات هو لتصبح زوجته الأخيرة أرملة.

الكتاب ضم رسائل كثيرة جميلة لمشاهير السياسة والأدب في بريطانيا. وهي محفوظة في متاحف عدّة، غير أنني توقفت أمام رسالة كتبها بوب ومارسيا سميث إلى إنكليزي قرف من السياسة ولا يريد أن يصوِّت في الانتخابات المقبلة. هما قالا له أنهما سيصوّتان لأن نلسون مانديلا قضى 27 سنة في السجن لأنه يريد التصويت، ولأن إميلي ديفدسون قفزت أمام حصان الملك لأنها أرادت التصويت، ولأن مارتن لوثر كنغ أراد التصويت، ولأن الصغار ينصبون خيام الاحتجاج في هونغ كونغ لأنهم يريدون التصويت، ولأن الربيع العربي وثورة الياسمين نهض بهما شباب يريدون التصويت...

حسناً، أنا اخترت مقاطعة الانتخابات البرلمانية البريطانية في السابع من الشهر المقبل، لأن المحافظين البريطانيين من نوع المحافظين الجدد في أميركا، ولأن العمّال وعدوا بزيادة الضرائب على أمثالي لتنفَق على ناس لا يريدون العمل، ولأن الليبراليين لا أمل لهم بالفوز.

الفائدة من الرسائل مضمونة بقدر ما أن الفائدة من السياسيين شبه مستحيلة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة إلى أدب الرسائل عودة إلى أدب الرسائل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon