جهاد الخازن
المرشح للرئاسة الأميركية بيرني ساندرز يستحق المتابعة والمراجعة والاهتمام، فهو يكاد يتساوى مع هيلاري كلينتون في الشعبية بين الناخبين وفي الدعم المالي لحملته.
هو يهودي أميركي شهرته أنه ديموقراطي مستقل، ويساري أو اشتراكي. وتاريخه السياسي يثبت خبرته، فقد كان رئيس بلدية برلنغتون، ثم عضواً في مجلس النواب عن ولاية فيرمونت، وبعد ذلك عضواً في مجلس الشيوخ منذ مطلع 2007 عن الولاية نفسها.
لاحظت في متابعتي عمله السياسي أن السيناتور تشك شومر، وهو يهودي أميركي يؤيد إسرائيل «على عَمَاها»، أعلن في 21/4/2005 بصفته رئيس اللجنة الديموقراطية لانتخابات مجلس الشيوخ، أن اللجنة تؤيد قرار ساندرز ترشيح نفسه، ما قطع الطريق على أي مرشح ديموقراطي محتمَل غيره لأن القرار يعني أن تنفق اللجنة على حملته الانتخابية. ولم يحدث إطلاقاً أن فاز بعضوية مجلس النواب أو مجلس الشيوخ أي مرشح من دون دعم مالي.
بيرني ساندرز مرشح جيد، ولا يجوز لنا الانتقاص منه لأنه يهودي، فهو يؤيد إسرائيل ككل اليهود إلا أنه يؤيد أيضاً دولة فلسطينية مستقلة، وقد عارض الحرب على العراق بشدّة. هو يقول أنه تلقى 1.3 مليون تبرّعٍ لحملته الانتخابية من 650 ألف شخص، ما يزيد على عدد المتبرعين لحملة باراك أوباما قبله، وكانت سجلت رقماً قياسياً. هيلاري كلينتون قالت أنها تلقت تبرعات من 250 ألف شخص، إلا أنها تتلقى أيضاً دعماً كبيراً من بنوك وشركات وغيرها ما لا يوجد مثله عند ساندرز.
أغرب ما قرأت عن بيرني ساندرز أن له أخاً اسمه لاري هاجر من الولايات المتحدة إلى بريطانيا في ستينات القرن الماضي، وكان مرشحاً عن الخضر في انتخابات البرلمان الأخيرة في أيار (مايو) فحلَّ خامساً، أو الأخير من بين خمسة مرشحين في منطقته.
أعود إلى بيرني ساندرز فقد حملت عليه جريدة «واشنطن بوست» في مقال، وهذا تزكية له. هو اتِّهِمَ بأنه يروّج لأجندة تتجاوز المال إلى «السيطرة». واقتراحه فرض ضرائب على شركات وول ستريت لجعل التعليم الجامعي مجانياً يعني أن «قوانين الحكومة تدير الكليات».
ربما ما كنت كتبت هذه السطور اليوم لولا أنني قرأت خبراً عن احتشاد أنصار لفلسطين خارج مهرجان في بوسطن تأييداً لساندرز، فقد خرج أحد أعضاء حملته وهدد الأنصار الذين حملوا لافتات فلسطينية بالاعتقال إذا لم يتفرقوا. جيف ويفر، رئيس حملة ساندرز، صرَّح بعد ذلك بأن عضو الحملة الذي اعترض على أنصار فلسطين موظف صغير لم يطلب منه أحد التدخل، وقد طُرِدَ من الحملة.
لا نريد من بيرني ساندرز أن يؤيد دولة فلسطين المرجوَّة أو يعارضها، بل أن ينتصر للحق. هناك يهود حول العالم كله يؤيدون حقوق الفلسطينيين، ويعملون بجد واجتهاد لشرح النكبة المستمرة، وبعض هؤلاء في إسرائيل، وهم شوكة في خاصرة حكومة المستوطنين.
إذا فاز ساندرز بالرئاسة لا نريد منه أكثر من الإنصاف.