بقلم جهاد الخازن
كل يوم تجابهني، أو تجبهني، ألف مشكلة ومشكلة عربية، ويُفترَض أن أختار واحدة أكتب عنها، إلا أنني أجد نفسي اليوم في بحر الصين ومشكلة يبدو أن لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
كوريا الشمالية بلد خطر جداً، وأخشى أن ينفجر الوضع مع رئيسه المراهق عقلاً كيم جونغ-أون، فعنده قدرة نووية عسكرية، وصواريخ بعيدة المدى، وهو يهدد الولايات المتحدة كل يوم، وأيضاً كوريا الجنوبية وغيرها.
لو حصلت مواجهة نووية فهي ستلف العالم كله، وعندي بالتالي اقتراح هو أن تتفق الولايات المتحدة والصين على تدمير القواعد العسكرية لكوريا الشمالية من نووية أو صاروخية أو غيرها، وقتل الرئيس ومساعديه، ثم توحيد كوريا في بلد واحد. الولايات المتحدة والصين تستطيعان اقتسام المهمة وإنجازها في نصف يوم، وربما دفعت كوريا الجنوبية واليابان أكثر نفقات الهجوم، فهو إنقاذ لهما قبل أي بلد آخر.
أعرف أن الولايات المتحدة والصين على خلاف في بحر الصين، حيث تبني الصين وجوداً عسكرياً في جزر صغيرة، ربما بعضها من دون اسم.
ما قرأت هو أن الصين تبني في كل جزيرة مدرجاً ومعه ملاجئ للطائرات وشبكة رادار وصواريخ أرض - جو لحماية المنشآت، وهذا كله لا يمكن أن يشكل أي تهديد للنشاط العسكري الموازي للولايات المتحدة في بحر جنوب الصين. الخطر من نظام كوريا الشمالية أهم ألف مرة.
على سبيل التذكير، في أواخر سنة 2013، قُتِل اثنان من أقرب مساعدي جانغ سونغ-تيك، خال الرئيس أو عمه، برصاص رشاشات ثقيلة في أكاديمية عسكرية في إحدى ضواحي العاصمة بيونغيانغ.
جانغ اتُّهِم بالخيانة وقتل بالطريقة نفسها في الموقع نفسه. ويبدو أنه كان يطوي النفس على ميول إصلاحية، فقرر الرئيس أن يتخلص منه. والآن، أقرأ أن جميع أفراد أسرة جانغ الآخرين قُتِلوا، وبينهم أخت جانغ الكبرى وزوجها وابن أخيه وولدان لابن الأخ. أما زوجة جانغ فهي في غيبوبة بعد عملية لها في الرأس.
هناك خلاف على طريقة قتل جانغ، فخبر يقول إنه قتِل برصاص رشاشات ثقيلة، إلا أن خبراً آخر يقول إن الرجل رُميَ بين 120 كلباً جائعاً مزقت جسده.
الفرق هنا بين طريقة وحشية وأخرى أشد وحشية منها، وما تؤكد الأخبار هو أن أون قادر على الوحشية، وقد ارتكبها ضد أهله الأقربين، فلا سبب لاستبعاد أن يحاول شيئاً ضد الولايات المتحدة أو غيرها.
هل أهرف بما لا أعرف؟ ربما، إلا أنني أستبعد ذلك، فمعلوماتي كلها من مصادر غربية، ولعل القارئ سمع أن كوريا الجنوبية أغلقت مجمع كيسونغ الصناعي المشترك، وردت كوريا الشمالية بقطع خطوط الاتصالات العسكرية وإغلاق مكتب الاتصال بين البلدين.
هيئة الإذاعة البريطانية رجحت أن أون يملك قدرة نووية عسكرية، وأنه قريباً سيملك صواريخ عابرة للقارات توصلها إلى أهدافها.
كوريا الشمالية عندها مفاعلات نووية، وهناك تجارب نووية رصدها الشرق والغرب.
لم أكن في حياتي داعية حرب، لكن أعتقد أن النظام في كوريا الشمالية خطر على المنطقة المحيطة به وعلى العالم كله، وأن الولايات المتحدة والصين تستطيعان معاً إنقاذ البشرية منه.