جهاد الخازن
رونالد ريغان قال يوماً إن الذين يؤيدون الإجهاض ناس ولِدوا. أقول: طبعاً ولِدوا، لأنهم لو أجهِضوا وهم أجنّة في الشهر الثاني أو الثالث من الحمل لما كانوا معنا ليعترضوا. هو قال: إنها مناسبة جليلة أن نجتمع هنا اليوم لنكرم أبراهام لنكولن الذي ولد في كوخ خشبي بناه بيديه. أسأل القارئ وهو أذكى مني: كيف يبني إنسان كوخاً ليولَد فيه؟ ريغان قال أيضاً: إذا كان الأمر بحاجة الى مجزرة دعونا نفعل ذلك وننه الأمر. لا تنازلات بعد اليوم. أقول للقارئ إن ريغان لم يكن يتكلم عن المعسكر السوفياتي، وهو الذي قال يوماً: شعبنا الأميركي، وقّعت قراراً يحرِّم روسيا الى الأبد. سنبدأ الضرب خلال دقائق. كان يتكلم عن تظاهرات طلاب بلاده.
ما سبق من كتاب بعنوان «الحمير الحاكمة» من تأليف ستيفن روبنز، وقد طبِع أول مرة في إنكلترا سنة 2001، والنسخة التي عندي تعود الى سنة 2003، وهناك نسخ لاحقة.
أعود في الصيف الى كتبي القديمة، وأرجح أن هذا الكتاب ضاع عني وأنا أنقل الكتب بين واشنطن ولندن وبيروت، واكتشفته الأسبوع الماضي، وفي وسطه عرض إيجابي جداً من جريدة «الغارديان».
أعتقد أن المؤلف توسع في الموضوع بعد دخول جورج بوش الابن الى البيت الأبيض، وما صدر عنه من تصريحات غريبة عجيبة، تكاد تثبت أنه لا يتكلم الإنكليزية كلغة أم.
المؤلف إنكليزي إلا أن كتابه يضم أكثر من 60 قولاً كلها يخلو من المنطق للرئيس جورج دبليو بوش، وأكثر من 45 قولاً مماثلاً للرئيس رونالد ريغان، وحوالى 40 قولاً لجورج بوش الأب، و45 قولاً لنائب الرئيس دان كويل.
هؤلاء الناس حكموا أميركا وبعدها العالم، إلا أن كلامهم يثبت أنهم كانوا غير مؤهلين لعضوية مجلس بلدي في قرية. ريغان وبوش الابن تركا المحافظين الجدد يحكمون باسميهما، وبوش الأب ونائبه كويل كانا سينجحان أكثر كثنائي كوميدي على التلفزيون، مع أنني أقدر لبوش الأب دوره العظيم في تحرير الكويت.
أختار مما قال بوش الأب:
- لا أعرف ماذا يقول إلا أنني أختلف معه.
- لن أعتذر يوماً (عمّا فَعَلَت) الولايات المتحدة الأميركية... لا تهمني الحقائق.
- أنا أؤيد حكم إعدام أقوى (هل يريد إعدام المجرم مرتين؟)
- بعض الصحافيين قالوا إنني أفتقر الى بصيرة. أنا لا أرى ذلك.
- عندي آراء... آراء قوية، إلا أنني لا أوافق عليها أحياناً.
- لست من النوع الذي يلقي الكلام على عواهنه.
- لست ألمعياً.
بوش الأب كان أفضل من ابنه ألف مرة، وإذا كنا مدينين له في تحرير الكويت، ففي ولايته الوحيدة أنعش الاقتصاد الأميركي الذي خربه رونالد ريغان. وقد قلت في السابق وأقول اليوم، إن ريغان كان ممثلاً من الدرجة الثانية وسياسياً «تيرسو»، فأذكر قوله: ليس التلوث هو الذي يؤذي البيئة، وإنما الشوائب في الماء والهواء.
نائب الرئيس دان كويل في رئاسة بوش الأب، له «حِكَم» من نوع ما سبق أو أسوأ، وأختار منها قوله: قمت أخيراً بجولة في أميركا اللاتينية، والأسف الوحيد عندي هو أنني لم أدرس اللاتينية بشكل أكثر جدية في المدرسة لأستطيع التحدث مع هذه الشعوب.
اللاتينية لغة ميتة، وشعوب أميركا اللاتينية تتكلم الإسبانية، باستثناء البرازيل التي يتكلم شعبها البرتغالية.
ثم جاء بوش الابن وسبق الجميع في «الحمرَنة»، إذا كان لي أن أستعير صفة من عنوان هذا الكتاب. هو الذي قال يوماً إنه يدرك أهمية المحافظة على السلطة التنفيذية ليس لنفسه فقط بل للذين سبقوه، ويقصد الذين سيخلفونه. هو تحدث عن أفريقيا كأمة أو دولة تعاني من أمراض لا تصدق، وقال أيضاً إن الجنس البشري والسمك يستطيعان التعايش.
ربما قلت اليوم إن القذافي كان أذكى منه، غير أن الأخ العقيد عوقب، وبوش الابن يرسم.