الرئيس ريتشارد نيكسون خرج من الحكم سنة 1974 في فضيحة ووترغيت. لا أعتقد أن نيكسون ارتكب نصف الأخطاء التي ارتكبها دونالد ترامب في سنتين في البيت الأبيض لذلك أرى أن مجلس النواب الاميركي عليه أن يدرس إذا كانت هناك مادة كافية تبرر طلب عزل ترامب من الحكم.
كان هذا رأيي بعد أن دخل ترامب البيت الأبيض وارتكب حوالي ألفي خطأ في سنتين وهو تعزز أخيراً وأنا أقرأ مقالاً كتبه نيل كاتيال، الذي كان المدعي العام بالوكالة من 2010 الى 2011، ومايكل هايدن الذي عمل مديراً لإدارة الأمن القومي من 1999 الى 2005 ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية من 2006 الى 2009.
المقال حافل بالمعلومات وأختار منها عودة الكاتبين الى مقال نشره الموقع الالكتروني «بزفيد» عن مايكل كوهن الذي عمل يوماً محامياً لرجل الأعمال دونالد ترامب. المقال يقول نقلاً عن كوهن إن ترامب طلب منه أن يكذب في شهادة له أمام الكونغرس.
المحقق الخاص روبرت مولر أنكر أن يكون ترامب فعل هذا إلا أن هناك أدلة كثيرة على الموضوع كما أن هناك ألف دليل ودليل على كذب الرئيس في سنتين له في الحكم وقبل ذلك.
أعتقد أن تحقيق مولر دقيق وصحيح وتقريره النهائي سيثير عاصفة سياسية في واشنطن. قرأت تقريراً لـ «مركز بيو للأبحاث» وجد أن 65 في المئة من الاميركيين يرون أن تحقيق مولر صحيح ويخدم البلاد.
طبعاً أول خصم لدونالد ترامب وأهم خصم هو رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي انتقم منها الرئيس بمنعها من أخذ طائرة من وزارة الدفاع في زيارة لأفغانستان وبعض بلدان الشرق الأوسط. هي سرّبت خبر زيارتها وفضحت موقف ترامب ضدها.
أكثر السياسيين الاميركيين قال إن خطة ترامب لسحب القوات الاميركية من سورية حمقاء وهو يصر عليها إلا أن التنفيذ لم يبدأ مع مواجهته معارضة تشمل بعض أنصاره المقربين داخل البيت الأبيض وفي الكونغرس.
أعود الى كاتيال وهايدن فهما يسجلان عدداً من أخطاء ترامب في الحكم خصوصاً علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكتمه نصوص الأحاديث بينهما. مقال الرجلين ضم معلومات مهمة إلا أنني أختار للقارئ شيئاً ظريفاً لتخفيف وطأة القراءة، فكاتب آخر في «واشنطن بوست» استشهد بمشهد من فيلم «بِنك بانتر» (أو النمر الزهري اللون) ليصف الطريقة الهزلية التي يدير بها ترامب البلد، حيث المفتش كلوزو يطير عن جهاز (الجمباز) المتوازي ويقع على الدرج، ويخرب لباساً من المعدن وبيانو ويضرب حارس نحل ويحرق نفسه ويضرب نفسه في رأسه بمزهرية ويقع على بندقية صيد تنطلق منها رصاصة.
أهم مما سبق أن دونالد ترامب سيكون له لقاء قمة ثانٍ مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ-أون في الشهر المقبل. معلقون اميركيون قالوا إن الرئيس الكوري الشمالي يكذب، فبرنامجه النووي لم يتوقف كما زعم وإنما هناك مواقع سرية للتجارب. ترامب يعتقد أنه يستطيع كبح جماح كيم جونغ-أون فننتظر لنرى نتيجة القمة.
عندي أخبار كثيرة عن ترامب لكن أختتم بقوله الأسبوع الماضي إنه سيؤخر بيانه عن «حالة الاتحاد» الى حين ينتهي إغلاق الحكومة وعدم دفع مرتبات 800 ألف موظف رسمي.
ترامب زعم على تويتر أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي طلبت منه إلقاء الخطاب إلا أنه رفض. عندما يكون الخلاف بين ترامب ومسؤولة من مستوى بيلوسي أصدق رئيسة مجلس النواب وأزيد تصريحات ترامب عنها الى حوالى ألفي تغريدة كاذبة أو مضللة له في السنتين الأخيرتين.
الإغلاق الحكومي الجزئي توقف الآن، وإن بشكل موقت، مع ذلك ترامب لن يلقي بيانه اليوم كما كان مقرراً بل بعد التشاور والاتفاق على موعد جديد مع رئيسة مجلس النواب.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع