بقلم - جهاد الخازن
أعود إلى القارئ بين حين وآخر بمجموعة من الأخبار أراها مهمة وتستحق الدرس أو المراجعة.
أول خبر عندي اليوم استئناف المدعي العام في البحرين قرار محكمة برأت ثلاثة من زعماء المعارضة. القرار النهائي في يدي محكمة الاستئناف، والمتهمون الذين حصلوا على البراءة هم الشيخ علي سلمان، الأمين العام لـ «جماعة الوفاق»، والشيخ حسن سلطان، العضو السابق عن «الوفاق» في البرلمان، وعلي الأسود وهو من أركان «الوفاق». الولايات المتحدة رحبت بالحكم إلا أن الاستئناف هو الذي سيقرر الإدانة أو البراءة. علي سلمان حكم عليه بالسجن أربع سنوات، ورأيي أن علاقاته بإيران وثيقة.
في الأخبار الأخرى أن عصابة تابعة لأقصى اليمين في فرنسا تآمرت لشن هجمات على المسلمين في هذا البلد. الشرطة داهمت مواقع العصابة قبل أيام ووجدت أن أعضاءها يتدربون على تفجير مراكز إسلامية.
السلطات الفرنسية اتهمت المجموعة، وهي تضم تسعة رجال وامرأة، بمؤامرة إرهابية، ونشرت بعضاً من منشورات العصابة وهي تدّعي أنها «تقاوم الخطر الإسلامي».
لعل القارئ يذكر أن فرنسا تعرضت لهجمات إرهابية في 2015 و2016 ودفع المواطنون الثمن من أرواحهم. الميديا الفرنسية تفرق الآن بين أقصى اليمين مثل حزب مارين لوبان، واليمين المتطرف جداً الذي يهدد بعمليات ضد المسلمين.
خبر آخر أجده غريباً، فلجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني وجدت أن الحكومة البريطانية صمتت بشكل «غير مقبول» عن معاملة الولايات المتحدة المعتقلين بعد إرهاب 11/9/2001. اللجنة لم تجد أدلة تدين محققين بريطانيين بممارسة الإرهاب ضد المعتقلين، إلا أنها قالت إن لا شك إطلاقاً في أن أجهزة الاستخبارات البريطانية تعمّدت تجاهل العنف الأميركي ضد المعتقلين مع أنها كانت قادرة على التدخل. المحققون البريطانيون قدموا معلومات إلى حلفائهم ولكن بعد وقف تعذيب المعتقلين في الولايات المتحدة.
وأكمل بإرهاب لم يرتكبه عربي أو مسلم بل رجل اسمه جارود راموس، ويبدو من الاسم أن أصله من أميركا اللاتينية. هو قتل خمسة من موظفي جريدة «كابيتال غازيت» وتحصن في مبنى الجريدة قبل أن تداهمه الشرطة وتعتقله.
كان راموس خسر قضية قدح وذم ضد الجريدة عام 2015 موضوعها مقال في الجريدة قال القاتل إنه أساء إليه. راموس لا يتعاون الآن مع الشرطة الأميركية في استجوابها وإنما يلتزم الصمت.
جريدة «هفنغتون بوست» الإلكترونية أعلنت نقل جميع موظفي قسم الأخبار فيها، وعددهم 45، إلى برمنغهام لمدة أسبوع مع برنامج جديد هو أن الجريدة تستمع إلى آراء القراء وشكاويهم.
في خبر آخر أن جريدة «إيفنينغ ستاندارد» ستعلن في موازنتها أنها خسرت عشرة ملايين جنيه استرليني في السنة المنتهية في أيلول (سبتمبر) 2017. الجريدة يملكها الروسي إيفغني ليبيديف والخسارة مفاجئة لأن الجريدة التي توزع مجاناً حققت مليوني جنيه أرباحاً عام 2016.
أخيراً، أسأل القارئ أي بلدان فيها خدمة عسكرية إلزامية؟ هذه البلدان هي كوريا الجنوبية وأريتريا وسويسرا والبرازيل وإسرائيل وسورية. كانت هناك خدمة عسكرية إلزامية في الولايات المتحدة أيام حروبها في الشرق الأقصى في ستينات القرن الماضي وسبعيناته. ودفع شباب أميركا الثمن باستثناء دونالد ترامب الذي حصل على إعفاء بعد إعفاء ولم يخدم في القوات المسلحة الأميركية أبداً. هو الآن يهاجم دولاً «ضعيفة» وينسى موقفه من الحروب التي شنتها بلاده على دول من العالم الثالث، أو العاشر.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع