بقلم - جهاد الخازن
الرئيس دونالد ترامب فرض ضرائب بحوالى 50 بليون دولار على واردات من الصين ثم تردد، ثم عاد وأعلن أن فرض الضرائب سيبدأ في السادس من الشهر المقبل. هو هدد بفرض ضرائب إضافية على الواردات من الصين بمبلغ 200 بليون دولار إذا ردت الصين بفرض ضرائب على الواردات من الولايات المتحدة.
الضرائب الأميركية كانت على حوالى 800 نوع من الواردات من الصين وهذه ردت مهددة بفرض ضرائب على 659 نوعاً من الواردات الأميركية، ورد ترامب مهدداً بدوره.
كيف حدث كل هذا؟ في مطلع هذه السنة أعلنت الولايات المتحدة فرض ضرائب على الواردات الصينية من الألواح الشمسية وآلات غسل الثياب، وفي آذار (مارس) قالت الولايات المتحدة إنها ستفرض نسبة 25 في المئة على الفولاذ وثمانية في المئة على الألومنيوم. الصين ردت في الشهر التالي بفرض ضرائب على واردات من الولايات المتحدة بنسب تتراوح بين 15 في المئة و25 في المئة. في أيار (مايو) قررت الولايات المتحدة والصين «التريث» وهما تجريان مفاوضات على الضرائب. الرئيس ترامب أعلن هذا الشهر أن الضرائب سيبدأ تنفيذها في الشهر المقبل.
أذكّر القارئ أن الرئيس الأميركي اختلف قبل ذلك مع المكسيك وكندا، الشريكين في تحالف دول أميركا الشمالية. وهو وقف وحيداً في مؤتمر الدول الصناعية السبع وهدد حلفاءه، ثم رفض التوقيع على بيان المؤتمر. بين هذا وذاك عقد اتفاقاً مع كوريا الشمالية تتخلى فيه عن برنامجها النووي، وبدأ التركيز على إيران وكأنه يسعى إلى حرب معها. الإرهابي بنيامين نتانياهو صرّح بأن الاتفاق النووي مع إيران «مات». الاتفاق لم يمت لأن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا لا تزال تصر عليه وتقبل التزام إيران وقف تخصيب اليورانيوم عشر سنوات.
الآن طلب ترامب من مساعديه تقديم قائمة بمنتجات صينية أخرى يمكن فرض ضرائب عليها، واتهم الصين بسرقة التكنولوجيا الأميركية واستعمالها في ما تنتج من بضائع وتصدّر.
وزارة الخارجية الصينية قالت في بيان إنه إذا فرضت الولايات المتحدة من طرف واحد إجراءات لحماية إنتاجها فإن الصين ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها.
هناك خبراء في الاقتصاد ورجال أعمال أميركيون صرحوا بأن الضرائب الأميركية على المنتجات الصينية ستضر ببعض قطاعات الصناعة الأميركية. جمعية منتجي المحركات والأجهزة، وهي تمثل صانعي قطع السيارات، قالت إن الضرائب الأميركية ستؤذي شركات أميركية وتتسبب في خسارة عمال وظائفهم. وشركات صنع القوارب قالت إن الضرائب على الفولاذ والألومنيوم ستزيد أسعار الإنتاج كثيراً، وأضافت أن الضرائب سياسة خاطئة، أو تمثل تراكم الأخطاء.
كانت الولايات المتحدة أصدرت قائمة بحوالى 1300 إنتاج صيني مرشحة للضرائب الإضافية. وهي أصدرت قائمة أخرى الأسبوع الماضي تضم 1100 إنتاج، وادّعى البيت الأبيض أن الضرائب الإضافية لن تؤذي المستهلك، وردت عليه الصناعة والتجارة برأي مناقض وحددت فيه الخسائر المحتملة.
الضرائب المضافة الصينية ستؤذي حتماً حزام الزراعة في وسط الولايات المتحدة بفرض ضرائب على الحبوب، من فول الصويا والذرة، ولحم الخنزير. وقرأت قوائم بالضرائب الصينية المحتملة وكيف سيتضرر منها القطاع الزراعي في الولايات المتحدة.
أرى أن الرئيس ترامب يعتبر نفسه رئيس العالم، لا الولايات المتحدة وحدها، ويعتقد أنه يستطيع أن يأمر كندا والمكسيك والحلفاء في الاتحاد الأوروبي أن يعملوا بتوجيهاته، أو أوامره، من دون سؤال. الواقع أن الاتحاد الأوروبي انتقد زيادة الضرائب على البضائع من الصين، وكذلك فعل الحلفاء في أوروبا الغربية. هو سحب بلاده من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودانه العالم كله، فأزيد هنا إدانتي أيضاً.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع