بقلم - جهاد الخازن
أنصار اسرائيل في الولايات المتحدة يريدون من إدارة دونالد ترامب أن تتبع في الشرق الأوسط سياسة «صنعتها» اسرائيل للولايات المتحدة ولا تخدم سوى مصالح دولة الاحتلال والقتل والتشريد.
مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الأوسط إسرائيلية قبل ان تكون أميركية أو أي شيء آخر وهي اقترحت على وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو وهو يزور الشرق الأوسط أن يروج لسياسات أميركية – إسرائيلية لا تفيد سوى دولة الاحتلال الإرهابية كرئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.
هم أرادوا من بومبيو أن يقول للدول العربية إن روسيا والصين تمثلان أكبر تحدٍ للمصالح الاميركية في المنطقة. وإذا كان الأمر هذا صحيحاً فلماذا تقحم فيه الدول العربية لتؤيد الولايات المتحدة ضد خصومها؟ هم قالوا إن رجب طيب اردوغان حليف، وتركيا تنتخب رئيسها ديموقراطياً منذ 1950، أي منذ مدة أطول مما نعرف عن اسبانيا وروسيا. العصابة الإرهابية نصيرة اسرائيل تريد أن يمتدح ترامب الرئيس عبدالفتاح السيسي. أنا مع الرئيس السيسي ضد اسرائيل وعصابتها في الولايات المتحدة وأعتقد أنه يقود بلاده الى برّ السلامة بعد سنة «الاخوان المسلمين» في الحكم. ثم ان الغاز الذي اكتشف في البحر (اكتشفته شركة ايني الإيطالية وليس أنا) سيكفي ليزدهر الاقتصاد المصري رغم الارتفاع المستمر في عدد السكان الذي تجاوز مئة مليون حتى الآن. هم يعتقدون أن الرئيس السيسي يقود الطريق في الشرق الأوسط الى السلام. أنا أعتقد أن الرئيس المصري المناضل يكره اسرائيل كما أكرهها أنا وله تصريحات عنها، إلا أنه لا يستطيع معاداة اسرائيل والولايات المتحدة معاً. أما الحديث عن الإرهاب وقهره فهو سابق لأوانه، وقد سمعت أن «داعش» هزم في سورية، ثم قرأت عن عمليات له انتهت واحدة منها بموت أربعة جنود اميركيين مع ناس محليين في بلدة منبج في سورية.
الرئيس ترامب قال في 19 من الشهر الماضي في تغريدة له «هزمنا داعش في سورية وكان وجود (القوات الاميركية) فيها السبب الوحيد لعملها هناك.» هو في تغريدة ثانية مع نهاية السنة الماضية قال «فزنا على الدولة الاسلامية في العراق وسورية. هي تقريباً انتهت.»
نائب الرئيس مايك بنس كرر كلام «صوت سيده» الأسبوع الماضي وقال «إن الخلافة انهارت وإن الدولة الاسلامية المزعومة هزمت.»
كيف انتهى «داعش» وهو ينظم عملية انتحارية في منبج التي يسيطر عليها الأميركيون فيقتل أربعة منهم ويجرح ثلاثة آخرين مع سوريين محليين؟
الرئيس ترامب قرر سحب القوات الاميركية من سورية، وعددها قليل، بعد «هزيمة داعش»، إلا أن الإرهابيين يعيدون تنظيم صفوفهم، وهم هزموا في معركة أو معارك إلا أنهم لم يخسروا الحرب حتى الآن فلهم أنصار في كل بلد وزعيمهم أبو بكر البغدادي يتلقى التأييد من ارهابيين في معظم بلدان الشرق الأوسط.
مضى وقت كان الارهابيون فيه يسيطرون على حوالى 50 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية، وعلى مدن وبلدات كثيرة في العراق، بينها الموصل، إلا أنهم هزموا في معركة بعد أخرى، من دون أن ينتهوا كقوة للشر. كلام الرئيس الاميركي ونائبه عنهم للاستهلاك المحلي إلا أنه بعيد عن الحقيقة فـ«داعش» لا يزال يملك من أسباب القوة ما يجعله قادراً على تنظيم عمليات ضد القوات الاميركية قبل انسحابها من سورية الذي أمر به دونالد ترامب، وبعد الانسحاب.
الحقيقة ليست ما يقول دونالد ترامب ومايك بنس ورجال في الادارة الاميركية ولاؤهم الوحيد للرئيس الاميركي.
أنا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وأهل مصر وكل بلد عربي.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع