توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دفع الضرائب في الغرب

  مصر اليوم -

دفع الضرائب في الغرب

بقلم - جهاد الخازن

البرت أينشتاين قال يوماً إن أصعب شيء في العالم فهم ضريبة الدخل. كارل ماركس كتب عن رأس المال لأنه لم يستطع أن يحصل عليه.

عشت في الولايات المتحدة سنوات ولم أفهم ضريبة الدخل فكان عندي محاسب يقرر ما يجب عليّ أن أدفع. درست في جامعة جورجتاون، وكان الاقتصاد من المواد التي فرِضت عليّ، وهو علمني الفرق بين الانهيار الاقتصادي عام 1929 والانهيار الاقتصادي قرب نهاية ولاية جورج بوش الإبن في 2008. كان رجال الأعمال ينتحرون بالقفز من النوافذ في الانهيار الأول وكانت أجهزة الكومبيوتر تقذف من النوافذ في الانهيار الثاني.

كان هناك الذي قال إنه يستطيع دفع الضرائب بابتسامة، فقيل له إن مصلحة الضرائب تفضل الفلوس على الابتسامات. طبعاً السرقة من إنسان واحد جريمة لكن السرقة من ألوف ضرائب.

عندما عدت الى لندن كان هناك أيضاً محاسب يقول لي كم يجب أن أدفع. مصلحة الضرائب قررت رفع الضريبة من 40 في المئة إلى 50 في المئة ما دفع الميسورين إلى ترك البلد للروس الذين تلاحقهم مصلحة الضرائب البريطانية كل يوم.

أقول إن الله يعطي ومصلحة الضرائب تأخذ. بكلام آخر، وهو صادق، الموظف يدفع في السنة مرتب أربعة أشهر ضريبة للحكومة. الحكومة تنفق دخلها من الضرائب على الوزارات وأجهزة الحكم الأخرى.

طبعاً هناك تضخم وهو عالٍ أحياناً، وقد وجدت في لندن بعد دفع ما عليّ من ضرائب أنني لا أملك ما يكفي لأعيش شهراً بعد شهر. قرأت لبريطاني قال إن زوجته تنفق 85 في المئة من دخله (بعد الضرائب) وأولاده ينفقون 15 في المئة، وهو ينفق البقية.

المواطن في الغرب إذا أخطأ يدفع غرامة، إذا نجح يدفع ضرائب. وجدت أن للأغنياء من الذكاء أو الخبث أنهم لا يدفعون ضرائب. أبناء الطبقة الوسطى يدفعون كل الضرائب وأبناء الطبقة العاملة والعاطلون من العمل يتلقون مساعدات من الحكومة.

قرأت عن بريطاني قال إنه سيقضي سنة مدعياً الموت ليهرب من الضرائب. الأميركي يدفع ضرائب أكثر من الأوروبي، وقرأت أنه يدفع اليوم ضعفي المرتب الذي كان والده يحصل عليه. قال أميركي إن المواطن في بلاده يواجه أمرين مجتمعين، الضرائب والموت، وأضاف أن الموت لا يزيد مثل الضرائب عندما يجتمع الكونغرس.

طبعاً محاولة عدم دفع ضرائب هو التفكير الوحيد الذي قد يفيد دافع الضرائب. أو هناك أن يصبح مليونيراً أو بليونيراً ولا يدفع أي ضرائب لأن عنده محاسبين يجدون له الأعذار المالية الكافية.

كان هناك الأميركي الذي سأل المحاسب كيف ينجو من دفع الضرائب المتأخرة التي لم يدفعها في حينها. المحاسب فكر طويلاً ثم قال له إن الموت هو المخرج الوحيد أمامه.

أقول للقارئ إن الضريبة على الدخل ليست كل ما يدفع المواطن مثلي. أنا أدفع أيضاً ضرائب بلدية وعلى منزلي، وأيضاً لأركن السيارة في الشارع، وهذه الضرائب الإضافية تعني أن ما أدفعه للدولة يصل إلى نصف مرتبي أو أكثر منه قليلاً.

الإنسان العادي مثلي يحتاج إلى محاسب يقول له كم يدفع من الضرائب، وقد وجدت أن أوراق دفع الضرائب أكثر تعقيداً من العمل الذي يمارسه المواطن ويتلقى أجراً عليه يدفع بعضه أو نحو نصفه لمصلحة الضرائب. ويقال الأحمق وماله سرعان ما يفترقان، وقد قلت في السابق وأقول اليوم كيف هما اجتمعا. طبعاً دفعت ضرائب في الولايات المتحدة، وكان سيسرني أن أدفع نصف ما دفعت سنة بعد سنة، حتى عدت إلى لندن لأرى أن الضرائب في الولايات المتحدة وبريطانيا على المستوى ذاته من الارتفاع.

كلمة أخيرة: عندما فازت مارغريت ثاتشر برئاسة الوزارة، كان الحد الأعلى للضرائب 80 في المئة خفضتها إلى 60 في المئة ثم إلى 40 في المئة، وهو ما دفعته سنة بعد سنة مرغماً لا متطوعاً أو متبرعاً.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفع الضرائب في الغرب دفع الضرائب في الغرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon