بقلم جهاد الخازن
تلقيت رسالة إلكترونية من قارئ يحب الشعر بعد أن صححت كلمة في بيت شعر للإمام الشافعي فقد حلت «جرير» بدل «لبيد» في مقال لي. القارئ يسأل هل يمكن أن أرسل إليه القصيدة كاملة. أكتب في لندن ودواوين الشعر في بيتي في بيروت، ولكن أحفظ ثلاثة أبيات هي:
ولولا الشعر بالعلماء يزري / لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث / وآل مهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي / حسبت الناس كلهم عبيدي
أبقى مع الشعر مع ذروة الاهتمام بـ «شاعر المليون»، وأختار شعراً ينسب إلى الإمام علي هو:
بلاد الأرض واسعة فضاء / ورزق الله في الدنيا فسيح
فقل للقاعدين على هوانٍ / إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا
وتلقيت رسائل كثيرة عن معرض الكتاب في أبو ظبي وجائزة الشيخ زايد للكتاب. الروائي اللبناني الفرنسي أمين معلوف كان الفائز العاشر بالجائزة، ولفت نظري أن بين الفائزين الدكتور سعيد يقطين عن كتابه «الفكر الأدبي العربي: البنيات والأنساق» الصادر عن دار الأمان في الجزائر.
الكتاب ضمن بضعة عشر كتاباً عدتُ بها من أبو ظبي ولا بد أن أقرأه، لأن الأدب كان موضوع دراستي الجامعية. لفت نظري اسم المؤلف «يقطين» فهذه الكلمة باللهجة اللبنانية تعني القَرْع المستدير الكبير الذي يُستَعمَل في المهرجانات بتجويفه على شكل رأس. إذا كان هناك معنى آخر، فلعل قارئاً من المغرب العربي يستطيع أن يفيدنا.
مع هذا وذاك تلقيت رسائل عن الانتخابات البلدية في إنكلترا، وكان رأي أكثر القراء مثل رأيي أن حزب العمال خرج منتصراً على رغم أن صحافة اليمين تقول إنه خسر. قلت في السابق وأقول اليوم إنني أعتبر رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كامرون آخر المحافظين الجدد ولا أحترمه بل أعارض سياسته العربية، وأراه يتستر على جرائم إسرائيل.
عن حزب العمال هناك أرقام، وهي كما يقولون لا تكذب. العمال احتفظوا بمقعدين في البرلمان عبر انتخابات فرعية. في ويلز نال العمال 29 مقعداً في المجلس المحلي مقابل 11 للمحافظين. في المجالس البلدية في إنكلترا انتصروا في 57 بلدية مقابل 31 للمحافظين، ولهم أكثر من 1200 عضو بلدي مقابل حوالى 700 للمحافظين. رئيس بلدية لندن الجديد هو صادق خان من حزب العمال الذي يسيطر على 9 مقاطعات داخل العاصمة مقابل خمس للمحافظين. حزب العمال تراجع عدد أعضائه في برلمان اسكتلندا، لكن مجموع النتائج حتماً لمصلحته.
قارئ يقيم في لندن قال في رسالة بالبريد الإلكتروني إنني رثيتُ جرائد أغلِقَت، ولم أشِر إلى «نيو داي» وإغلاقها.
هذه الجريدة أغلقت بعد تسعة أسابيع فقط من انطلاقها عن مجموعة «الميرور». وكان الهدف أن تبيع 200 ألف عدد في اليوم، إلا أنها لم تسجل أكثر من 40 ألفاً في اليوم. أرى أن الصحافة الورقية في طريق الفناء، وهي ستستمر في بلادنا عشر سنوات على الأقل بعد موتها في بقية العالم لأننا متخلفون عن الركب عقداً أو أكثر.
أفضل من كل ما سبق مقال قصير كتبته البارونة لين فوكس في «هفنغتون بوست» وكان عنوانه «أكثر بلد مضياف في العالم؟».
هي قالت إن الأردن هو هذا البلد فحيث ذهبت من العاصمة إلى الآثار في وادي رم أو بتراء تُستَقبَل بالترحيب والابتسام والكلام اللطيف. شهرة الأردنيين بيننا نحن أهل البلد غير ذلك، ولعل التجهّم ومشاعر العداء والضيق قصرٌ على بعضنا بعضاً ولا تمسّ الضيوف. الأردن بلد مضياف وناجح بأقل قدر من الموارد الطبيعية، وأراه نموذجاً يُحتذى من بلدان عربية كثيرة.