توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان

  مصر اليوم -

ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان

بقلم جهاد الخازن

أكتب ذكريات ممزوجة بالسياسة معتمداً على ذاكرتي التي لم تخذلني بعد، فأنا في البحرين، وكل ما أرى يوقظ ذكرى قديمة. المنامة والجفير والمناطق المجاورة ورشة عمار ما يعني استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية.

عملتُ ذات صيف في البحرين وأنا أودع المراهقة، وقد قُبِلتُ في الجامعة، وكان خالي يرأس شركة لآل القصيبي ومنهم غازي وعادل. وعدت إلى بيروت بثمن سيارة فولكسفاغن، بعد أن أفهمني خالي أن البنات كبرن ولن يركبن ورائي على فيسبا.

كان الحاكم هو الشيخ سلمان بن حمد، ورأيته غير مرة في سيارة كرايزلر قديمة كان يفضلها لأن التهوئة فيها أفضل من السيارات الأوروبية.

الشيخ عيسى بن سلمان كان صديقاً شخصياً، وبما يتجاوز العلاقة بين رئيس دولة وصحافي أو كاتب، فلا أنسى كيف وقف على الطريق العام يسأل ركاب السيارات إن رأوا حادث سير بعد أن تأخرت في الوصول إليه لأن السائق أخذني إلى الديوان بدل بيته. كان الزميل حسن اللقيس يقف إلى جانب الشيخ عيسى.

لا أذكر من تلك الأيام أي خلاف ديني مسيحي - مسلم في لبنان، أو سنّي - شيعي في البحرين، فأهل البحرين صوتوا بما يشبه الإجماع على الاستقلال، وكان ذلك قبل سنوات من صعود آيات الله إلى الحكم في إيران. في تلك الأيام كنت أصطاد في جنوب لبنان، وفي بلدة القصر قرب الهرمل، وهما منطقتان شيعيتان، فلا أذكر سوى أنني تعرفت إلى حسن دندش، كبير «الطفّار» في زمانه، أي الهاربين من العدالة.

الملك الحسن الثاني قال لي في بوزنيقة أن الطوائف الإسلامية سبع هي المذاهب السنيّة الأربعة والشيعة الجعفرية الاثنا عشرية، والزيديون في اليمن (وهم نصف شيعة ونصف سنّة) والإباضية. الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قال لي الكلام نفسه. وبعد بضع سنوات عُقِد أكبر مؤتمر إسلامي تابعته على الإطلاق في الأردن بدعوة من جمعية آل البيت، وكانت الطوائف ثمانياً بزيادة الظاهرية.

ربما أنتقد الطموحات الفارسية بغطاء ديني لآيات الله في قم، إلا أن هذا الانتقاد لا يشمل الشيعة جميعاً، وقد زرت البحرين سنة 2011 فور أن سمعت عن التجمعات في ميدان اللؤلؤ، واعتقدت مع ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد أن المشكلة ستحل خلال أيام. زرت ميدان اللؤلؤ مرتين في ليلتين متتاليتين، وسمعت بأذني الهتاف «يسقط النظام» فكان أن أسقط النظام المعارضة السقوط الذي لا قيام بعده، ولم يكن معتدياً لأن المعتدي هو البادئ.

زيارة البحرين ناقصة إذا لم أرَ الملك حمد بن عيسى، ومع أنني بقيت يومين فقط في المنامة فقد كان حظي طيباً ورأيت نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ووزير الإعلام الأخ علي بن محمد الرميحي، والأخت سميرة رجب وزيرة الإعلام السابقة التي كنت رأيتها قبل أسبوع في القاهرة وأصدقاء آخرين.

أزور البحرين فأذكر الشيخ عيسى، وكان الصديق وزير الإعلام حينذاك نبيل الحمر اتصل بي في لندن وقال أن الأمير سأل عني. قد كنت وعدته بأن أزوره. طلبتُ مهلة أسبوع وتوفي الشيخ عيسى من دون أن أراه مرة أخيرة ولا تزال الغصّة في قلبي. (خالاتي قلن لي يوماً أن أتصل بجدتي في بيروت. رأيت الوقت متأخراً وأنا في لندن وقلت أتصل بها في اليوم التالي إلا أنها توفيت عن مئة عام كاملة، ولا تزال الغصّة في قلبي لأنني لم أحدثها).

لن أتهم قيادات المعارضة في البحرين بأنها خائنة، وإنما أقول أنها تقدّم الولاء الديني على مصلحة الشيعة في البحرين، فيدفع مواطنون أبرياء مخدوعون ثمن طموحات فارسية أو شخصية.

كان الحل في البحرين سنة 2011 في متناول اليد، إلا أنني أخطأت في تقدير حجم أطماع قيادات المعارضة. وكان الحل في سورية بعد أحداث درعا في متناول اليد أيضاً، وراهنت على أن المشاكل ستنتهي في أسبوع وقد أكملنا خمس سنوات من الموت والدمار والحل الصعب أصبح مستحيلاً.

أسجل على نفسي أنني أخطأت، إلا أن الخطأ لا يُقاس بخطايا قيادة معارضة في بلد ونظام قمعي في بلد آخر.

GMT 07:51 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

عيون وآذان (هل يُعزل ترامب من الرئاسة؟)

GMT 04:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

(أخبار من البحرين واليابان والمغرب)

GMT 06:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عيون وآذان (أخبار مهمة أعرضها على القارئ)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon