في سنة 2015 قال الرئيس باراك اوباما في خطابه عن حالة الاتحاد «لا أريد تأييد فكرة حرب بلا نهاية.» في خطاب الرئيس دونالد ترامب الأخير عن حالة الاتحاد قال «الدول العظمى لا تحارب حروباً بلا نهاية.»
الرئيس ترامب سرق كلام اوباما، وهو الآن يريد سحب القوات الاميركية الموجودة في سورية، وعددها لا يتجاوز ألفي مقاتل، ثم يتبعها بسحب القوات الاميركية من العراق وعددها في حدود خمسة آلاف رجل. وهو ربما أتبع هذا وذاك بالانسحاب من أفغانستان.
الرئيس ترامب يرى أن هزيمة كاملة لـ«داعش» في العراق وسورية، ستكتمل قريباً. أعتقد أن الإرهاب هزم في سورية بعد العراق، إلا أن له حتى الآن عشرات ألوف الأنصار، ومنهم عدد كبير من المسلحين وهؤلاء على استعداد للقتال دفاعاً عن إرهابهم.
قرأت على موقع الكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية أن دونالد ترامب قال في مؤتمر صحافي إن الأرض التي كان «داعش» يحتلها في سورية والعراق سقطت في أيدي القوات الحكومية وحلفائها، وإن دعايات «داعش» عبر الانترنت للحصول على مقاتلين من اوروبا وغيرها نجحت يوماً إلا أنه الآن سقط ولا يصدقه أحد.
هناك مفاوضات مع «طالبان» للإنسحاب الاميركي من أفغانستان، ووضع القوات الاميركية في العراق غير معروف، فإدارة ترامب حتى الآن تحارب حرباً لا نهاية لها هناك مع أن الإرهاب هزم من جنوب العراق الى شماله.
ما نعرف الآن هو أن الولايات المتحدة ستشتري من اسرائيل نظام القبة الحديد للدفاع الصاروخي. اسرائيل تتلقى كل سنة مساعدة اميركية بمبلغ 3.8 بليون دولار تنفق معظمها على شراء سلاح اميركي لا تدفع في النهاية ثمنه، ثم تأتي الولايات المتحدة لشراء نظام دفاع صاروخي من اسرائيل وعندها من الصواريخ والأسلحة النووية ما يكفي لتدمير العالم كله.
أرى أن شراء صواريخ القبة الحديد من اسرائيل مجرد خدعة لدفع مزيد من المال لاسرائيل ما يمكنها من قتل الفلسطينيين في بلادهم المحتلة. قلت في السابق وأقول اليوم إن اسرائيل كلها أرض فلسطينية محتلة.
أنتقل من حروب ترامب في بلادنا الى الولايات المتحدة فالديموقراطيون والجمهوريون في مجلسي الكونغرس توصلوا الى اتفاق على أمن الحدود مع المكسيك يمنع إدارة ترامب من إغلاق العمل الحكومي مرة أخرى بعد الإغلاق الأخير الذي سجل رقماً قياسياً في عدد أيامه.
الاتفاق تضمن جزءاً بسيطاً من المال الذي يطلبه ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك يمنع طلاب اللجوء من دخول الولايات المتحدة حيث يعتقد ترامب أن وجودهم يشكل خطراً على وظائف العاملين الاميركيين.
ترامب لجأ الى إعلان طوارئ وطنية لتوفير المال اللازم لبناء الجدار وولايات اميركية عدة قدمت طعوناً قانونية فرد ترامب بطلب استرجاع وسحب مخصصات حكومية لتلك الولايات. رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أعلنت أن المجلس سيصوّت اليوم الجمعة على مشروع قرار لمحاولة وقف إعلان الطوارئ الوطنية.
أنتهي اليوم بالمواجهة مع فنزويلا فالرئيس نيكولاس مادورو فاز بالرئاسة مرة أخرى إلا أن منافسه فيها خوان غويدو يقول إنه هو الذي فاز بالرئاسة ويتصرف كرئيس انتقالي. مادورو هاجم ترامب وقال إنه يرأس «عصابة من المتطرفين» وأضاف في مقابلة مع بي بي سي أنه لن يسمح بدخول مساعدات الى بلاده لأنه يرى ذلك مقدمة لحملة عسكرية اميركية على فنزويلا.
أقول إن فنزويلا بلد نفطي يعاني من أزمة اقتصادية ومادورو وترامب مسؤولان عنها قبل أي طرف آخر.
نقلا عن الحياه اللندنيه
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع