شاركتُ في كل دورة لمنتدى الإعلام العربي حتى الدورة السادسة عشرة قبل أيام، ووجدت أن الدورات تعكس الواقع العربي وتتعامل معه وتحاول أن تقترح مخارج لأزمات بعضها يبدو عصيّاً على الحل.
كان الشيخ محمد بن راشد، رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، مسافراً ومثـّله ولي عهده الشيخ مكتوم بن محمد ووجدت أن خبرته تفوق سنوات عمره، وسمعت له حديثاً طيباً معنا معشر الصحافيين العرب على هامش المؤتمر.
لعلي أبالغ وأنا أقول إن البرنامج ضم مئة جلسة حوار وجلسة، إلا أنني لست بعيداً عن الحقيقة، فقد كانت هناك جلسات مدتها ساعة، وأخرى مدتها نصف ساعة أو عشرون دقيقة.
الأمين العام لجامعة الدول العربية الأخ أحمد أبو الغيط ألقى كلمة في الصميم وحذر من أطماع دول الجوار في بلادنا، كما أشار إلى موت حوالى نصف مليون سوري في الحرب الدائرة هناك.
وقال إن المأساة الحالية تتجاوز بكثير مرارة حرب 1967 وحرب اليمن واحتلال إسرائيل أراضي الفلسطينيين.
أختنا منى المري، رئيسة نادي دبي للصحافة ورئيسة اللجنة التي نظمت أعمال الدورة الأخيرة، طلبت حواراً جاداً يتناول دور الإعلام في تجاوز التحديات الراهنة وهي اعترفت بأن المهمة ليست سهلة في ضوء التحديات القائمة، إلا أنها أصرت على أن الإعلام مطالب بمعاونة المجتمعات العربية على استيعاب مؤشرات المستقبل.
وسرني كثيراً أن أسمع الشيخة لبنى خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح، تتحدث فهي صديقة عزيزة قالت إن مجتمع الإمارات يضم جاليات من أكثر من 200 جنسية. هي زارت الفاتيكان يرافقها بعض من المسيحيين المحليين، وتحدثت عن المؤتمر التاريخي في الأزهر الشريف للحوار بين الأديان وعناق شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مع البابا فرنسيس، وقالت إن خير مثال على التعايش بين الأديان وجود كنيسة سان اندريس إلى جانب مسجد الشيخ محمد بن زايد في أبو ظبي.
منتدى الإعلام العربي وزع جوائزه السنوية على المستحقين من الإعلاميين العرب، فلا أدخل في التفاصيل لأن الميديا نشرت ما يكفي ويزيد. ما أقول هو إن شعار الدورة الأخيرة وهو «الحوار الحضاري» واكب الحوادث، فالحوار أفضل من المواجهة أو الاقتتال، وعندنا في سورية واليمن وليبيا وغيرها أمثلة جارحة على الخراب الذي يجّره غياب العقل، أو إصرار فريق على فرض قناعاته، أو تحامله، على الفرق الأخرى في البلد الواحد.
كنت كتبت مرتين في الأيام القليلة الماضية عن مشاريع وإنجازات للإمارات وأكمل اليوم.
- الشيخ محمد بن زايد استقبل المستشارة الألمانية أنغيلا مركل وبحث معها في العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية ومحاربة الإرهاب. الإمارات هي الشريك التجاري الأول لألمانيا في المنطقة.
- لجنة مبادرات رئيس الدولة اعتمدت مشاريع جديدة نفقاتها 410 ملايين درهم.
- الإمارات كانت وراء اتفاق جمع بين فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، وخليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، في أبو ظبي للاتفاق على إجراء انتخابات جديدة في ليبيا.
- صندوق النقد الدولي أعلن أن العجز المالي في دول مجلس التعاون تراجع، وقال إن اقتصاد الإمارات يسير في الطريق الصحيح.
- الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، طالب بأفضل خدمات للمواطنين والمقيمين. كان هناك أيضاً تحقيق عن الشيخة بدور ابنة الشيخ سلطان التي ترأس هيئة الاستثمار والتطوير (شروق) ومشاريع كثيرة أخرى. هي مع الشيخة لبنى القاسمي والأخت منى المري بين أفضل سيدات أعرفهن في الخليج، وأتمنى لكل واحدة منهن مزيداً من النجاح.
المصدر : صحيفة الحياة