توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصف قرن بعد اولمبياد المكسيك

  مصر اليوم -

نصف قرن بعد اولمبياد المكسيك

بقلم - جهاد الخازن

 كيف يمضي العمر؟ أعتقد أنه يسير يوماً بعد يوم مع الناس كلهم ويستثنيني، فهو يركض معي أو بي، وقد اكتشفت أمس أن 50 سنة، أو نصف قرن، مضت على ذهابي مع صديق العمر إيلي إلى المكسيك لحضور دورة الألعاب الأولمبية.

أعتقد أنني كتبت عن تلك الدورة في السابق، إلا أنها كانت سطوراً معدودة، وكنت حضرت أياماً من الألعاب الأولمبية في روما سنة 1960 مع الصديق نفسه، ثم وجدنا أننا لا نملك المال لحضور الألعاب في طوكيو سنة 1964، فكان أن حضرنا أولمبياد المكسيك ثم ألمانيا (في ميونيخ) سنة 1972، وذهبت في يومين متتاليين لحضور الألعاب الأولمبية في لندن سنة 2012، وكان هدفي رؤية ألعاب القوى.

ألعاب المكسيك لا تُنسى، فقد كنت طالباً في الجامعة وأمي أعطتني ألف ليرة لبنانية، ما يعادل ثروة في تلك الأيام، وزاد عليها خالي وخالاتي فذهبت مع الصديق إيلي إلى نيويورك، حيث بقينا أياماً من نزلاء مبنى للكشافة وندفع خمسة دولارات في اليوم. صديقي خبير في الغناء الكلاسيكي، وكان أن حضرنا حفلة للمغنية السوداء إيلا فيتزجيرالد التي شاهدتها أيضاً في مهرجانات بعلبك، وبعد ذلك كله في حديقة في مدينة بيتسبرغ، وأنا مع الأولاد الكبار للملك سلمان، الذي كان أمير الرياض في حينه، فقد كانت قرينته تتلقى العلاج هناك، وكان انتقالي سهلاً لأنني كنت أدرس لدكتوراه (لم أكتب الأطروحة عنها) في جامعة جورجتاون، حيث وجدت عدداً من الأساتذة الذين عرفتهم في الجامعة الأميركية ببيروت مقيمين أو زائرين، مثل هشام شرابي وإبراهيم إبراهيم وحنا بطاطو وغيرهم.

المهم أننا انتقلنا بعد بضعة أيام من نيويورك إلى مدينة المكسيك، وكنت والصديق قد حجزنا في فندق، وحملنا رسالة إلى «الأخ يوما» من أصدقاء له وأقارب في لبنان. يوما تحريف لكلمة جمعة، والرجل كان كريماً فأصر على أن نترك الفندق وننزل في بيت الأسرة، وهو أمر زوج إحدى بناته بأخذ إجازة من العمل فكان ينقلنا بسيارته كل يوم إلى الملعب الأولمبي.

لن أطيل على القارئ بالحديث عن ألعاب المكسيك، وإنما أختصر مكتفياً باثنين من المشاركين هما الأميركي ديك فوسبري الذي سجل رقماً قياسياً في القفز العالي بعد أن قفز على ظهره متجاوزاً العارضة، وليس على بطنه كما كان اللاعبون الآخرون يفعلون، وأيضاً الأميركي الآخر بوب بيمون، بطل القفز العريض الذي سجل رقماً قياسياً خرافياً محطماً الرقم السابق، فقد قفز 890 سنتيمتراً بزيادة 55 سنتيمتراً على الرقم السابق.

ماذا أزيد؟ عندما تركت والصديق إيلي لبنان إلى المكسيك، عبر نيويورك، كان لبنان والمنطقة كلها تعيش أزمة حرب 1967 وخسارة القدس والضفة الغربية وسيناء والجولان. كنت في تلك الأيام أعمل في وكالة «رويترز» وأنا طالب في الجامعة، وهاتفت مكاتب الوكالة كل يوم لأعرف ماذا يحدث.

الصديق وأنا وأبناء جيلي كنا مشغولين بنتائج حرب 1967، وكان الأميركيون مشغولين بالحرب في فيتنام، واغتيال روبرت كينيدي ومارتن لوثر كنغ، فقد ركبت الإدارات المتعاقبة رأسها حتى خسر الأميركيون الحرب وخرج الديبلوماسيون هاربين بطائرات الهليكوبتر من على ظهر السفارة في سايغون. قلت في نفسي أنه إذا كان مقاتلو الفيتكونغ هزموا قوات أقوى دولة في العالم فلماذا لا يهزم المجاهدون الفلسطينيون إسرائيل، وهي دولة محتلة لا دليل على وجودها قديماً في بلادنا؟

نتائج حرب 1973 كانت أفضل كثيراً من نتائج حرب 1967، ودخلنا عملية سلام انتهت بقتل اليمين الإسرائيلي إسحق رابين وعملية السلام معه.

هذا تاريخ يعرفه كل قارئ عربي، فأعود إلى الألعاب الأولمبية في المكسيك وضيافة كريمة من «المستر يوما» وأسرته مضت 50 سنة ولم ينسها إيلي أو أنسها. أسرة المستر يوما حملت تقاليد الضيافة العربية معها إلى العالم الجديد.

المصدر : جريدة الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف قرن بعد اولمبياد المكسيك نصف قرن بعد اولمبياد المكسيك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon