شهد هذا العام رحيل بعض المشاهير من رجال السياسة والفكر والفن. كل منهم تفوق في ميدانه، ولكن كان لي بينهم صديق هو الدكتور بطرس بطرس غالي الذي توفي في شباط (فبراير) عن 93 عاماً.
كان وزيراً للخارجية المصرية أيام عملية السلام، وأميناً عاماً للأمم المتحدة دورة واحدة بدأت مع بداية 1992، وحاربته الولايات المتحدة، وتحديداً السفيرة لدى الأمم المتحدة وزيرة الخارجية لاحقاً مادلين أولبرايت. إلا أنه صمد فهو باشا وليس موظفاً عند الأميركيين.
وتوفي صادق جلال العظم، المفكر السوري الذي كتب في الفلسفة، عن 82 عاماً.
أقيم في لندن وسنة 2016 شهدت في شهرها الأخير رحيل مغني البوب جورج مايكل عن 53 عاماً والناقد الصحافي أ. أ. جيل عن 62 عاماً بعد إصابته بالسرطان، واعترافه قبل ثلاثة أشهر بالإصابة. أصدقاؤه في مجموعة «التايمز» اعترفوا بتفوقه، ورئيس تحرير «الصنداي تايمز» مارتن ايفنز قال إن جيل كان «قلب الجريدة وروحها». قرأت مقالات له عن الطعام وبرامج التلفزيون، ووجدته ظريفاً مع معرفة واسعة بموضوعه. هو ترك وراءه زوجته الثانية وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رد.
أشهر من السابقين ديفيد بويي، المغني الذي تجاوزت شهرته بريطانيا لتلفّ العالم، وكنت أعرف عنه أنه يتعاطى المخدرات ومع ذلك فقدرته على التلحين والغناء لم تتراجع يوماً.
وخسر العالم كله زها حديد المهندسة العراقية البريطانية التي تركت وراءها بعض أجمل الآثار العمرانية في العالم، حتى أزعم أنها لم تمت وإنما بقيت بيننا. هي توفيت فجأة عن 66 عاماً، وكنت أعرف أنها درست في جامعتي، الجامعة الأميركية في بيروت، إلا أن شهرتها طبقت الآفاق فقد كانت لها إنجازات لا تضاهى.
الولايات المتحدة فقدت الملاكم محمد علي الذي عرفته باسم كاسيوس كلاي وأنا أودع المراهقة وأحضر الألعاب الأولمبية في روما سنة 1960. كان بطل العالم في الملاكمة ونشطاً ضد حروب الولايات المتحدة، ومع هذا وذاك كان ظريفاً يكتب شعراً بالعاميّة يمدح فيه قدرته كملاكم.
الولايات المتحدة فقدت أيضاً المغني برنس، وله أغانٍ مشهورة، كما أنني قرأت بعد موته أنه كان نصيراً للنساء، وعمل معهن دائماً.
هل كان الهولندي يوهان كرويف أعظم هدّاف في تاريخ كرة القدم؟ هناك مَنْ يصرّ على ذلك، وهناك مَنْ يقدّم آخرين. كرويــف توفــي عن 69 عـاماً وأصدقاؤه يـقولون إن التـدخـيـن قـتـله فقد كان لا يكاد يتوقف بين سيجارة وأخرى.
توفيت هذه السنة أيضاً نانسي ريغان، أرملة الرئيس رونالد ريغان، عن 94 عاماً، وشهرتها إيمانها بالبصّارين وقراءة المستقبل.
ولا أنسى في هذه العجالة لاعب الغولف ارنولد بالمر، فقد كان أول نجم عالمي في رياضة الأثرياء ما قربها الى بقية الناس. هو توفي عن 87 عاماً إلا أن ذكراه باقية.
توفي هذه السنة أيضاً ايلي فايزل، تاجر المحرقة الذي فاز بجائزة نوبل للسلام سنة 1986، وتوفي عن 88 عاماً. رأيته في مؤتمرات وابتعدت عنه فقد كان يتحدث عن جريمة ارتكبت قبل عشرات السنين ويتجاهل قتل الإسرائيليين المحتلين كل يوم أبناء فلسطين وبناتها.
سنة 2016 ودعت الشهر الماضي الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي صمد لمؤامرات الولايات المتحدة ضده أكثر من نصف قرن وتوفي عن 90 عاماً. والسنة ودعت هذا الشهر عن 95 عاماً رائد الفضاء الأميركي جون غلين الذي يُعتبر أول رواد العالم والرائد الذي فتح الطريق للآخرين.
أقول للقارئ: تعيش أنت.
المصدر : صحيفة الحياة