أكمل من حيث توقفت أمس.
ليكود إسرائيل في الميديا الأميركية، وبعضهم يعمل في جرائد ليبرالية كبرى، يهاجمون مصر أخطأت أو أصابت، فهم يريدون أن تنهار بلادنا لتستمر إسرائيل في إرهابها الذي يتسترون عليه ويهاجمون مَنْ يشير إليه، ولو عرضاً.
الحكم في إسرائيل يديره إرهابيون من أحزاب يمينية متطرفة، ومن نوع نازي جديد، وهم يقتلون 2200 فلسطيني في الصيف قبل سنتين، ويغتالون فلسطينيين آخرين واحداً تلو الآخر كل يوم، ولا تكاد الميديا الأميركية تشير إلى جرائمهم. أما وقد كتبت في السابق عن جرائم حكومة إسرائيل، فإنني أختار اليوم أن أنقل عن جريدة «هاارتز» الإسرائيلية في خبر عنوانه «مجزرة مدبرة في قرية فلسطينية تخنقها المستوطنات الإسرائيلية».
الخبر يقول إن حوالى 12 مستوطناً ملثماً يحملون المِدى ويهتفون «الموت للعرب» هاجموا مزارعين فلسطينيين في قرية الجانبية، قرب رام الله، كانوا يجمعون حصاد الزيتون. وقال أحد الضحايا: هم جاؤوا ليقتلوا. الخبر طويل وإسرائيلي لم أكتبه أنا.
أقول الأرض لنا رغم أنف ليكود إسرائيل والكونغرس الأميركي الذي يعمل لدولة الاحتلال قبل أن يعمل للولايات المتحدة ومصالحها، ثم أكمل بالبحرين فقد احتفظت بافتتاحية من الشهر الماضي نشرتها «واشنطن بوست» أيضاً تزعم أن إدارة أوباما تكافئ البحرين على قمع المعارضة، ومثل ما سبق قبل أيام خبر في «الصنداي تايمز» اللندنية اليمينية عن معارض «مضطهد» مع أنه في لندن.
الجريدة الأميركية تبدأ افتتاحيتها بتذكير القراء أن البحرين تستضيف الأسطول الأميركي الخامس. ماذا يريد الليكوديون من كتـّاب الافتتاحية؟ أن تستضيف إيران الأسطول الخامس أو تستضيفه إسرائيل؟ المحافظون الجدد منذ سنوات يحاولون قيام حلف أميركي - إيراني ضد الدول العربية، غير أن الحكم في إيران يكره أميركا قبل أي طرف آخر.
وميديا ليكود ربما تريد أن تستضيف إسرائيل القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
إسرائيل تقودها حكومة إرهابية تقتل الفلسطينيين في بلادهم المحتلة، وما يجب أن تستضيف هو محكمة جرائم الحرب الدولية لمحاكمة قادة حكومة إسرائيل وجيش الاحتلال والمستوطنين وإدانتهم على ما اقترفت أيديهم الملطخة بدماء الأطفال الفلسطينيين.
كل من الجريدتَيْن تتحدث عن «معارض» بحريني وتقبل كل ما يقول كأنه وحي منزل، ولا تسأل الطرف الآخر عن رأيه، أو تحاول التثبت من مزاعم هذا المعارض أو ذاك من طرف ثالث محايد.
لا بد أن في البحرين مواطنين معارضين يريدون خير بلادهم، إلا أن ما أعرف عن المعارضة البحرينية، بالصوت والصورة، أنها عميلة للخارج وتريد نظام ولاية الفقيه في بلد من دون موارد طبيعية تذكر، مع أن حكومته بنت اقتصاداً جيداً يوفر كل ما يحتاج إليه مواطن مخلص لا خائن.
ومن البحرين إلى المملكة العربية السعودية فهي متهمة بـ «الإفلاس»، وهناك حديث عن استمرار التقشف وما يعني من أعباء على المواطن. السعودية تنام على ثلث بترول العالم، والولايات المتحدة قد تفلس قبلها، إلا أنها تعمل حسب «رؤية» معلنة لتنويع اقتصاد البلد مع سنة 2030. الميديا الأجنبية تعمى عن هذه «الرؤية» وترى قضية معارض أو اثنين يُرفض طلبهما تشكيل جمعية لحقوق الإنسان.
هذه التهمة أيضاً قرأتها موجهة أخيراً إلى الإمارات العربية المتحدة بسبب مواطن اعتقِل.
لا أنتصر لأي حكومة عربية في الخليج أو خارجه، وإنما أشكو من أن الميديا الغربية لا تحاول الحصول على رأي الطرف الآخر، أو تزعم أنها حاولت وفشلت.
أرى أن فشلها متعمَّد فهي تريد من الدول العربية أن تتبع إملاءات أنصار إسرائيل وهذا لن يحصل.