بقلم جهاد الخازن
أما وقد انتهت انتخابات الرئاسة الأميركية بفوز مفاجئ لدونالد ترامب، فإن مقالي اليوم يضم معلومات أحتفظ بمراجعها كلها، وقد يجد القارئ فيها أسباباً للابتسام. أسأل كيف فاز ترامب بالرئاسة الأميركية، وهو يهاجم مع خصومه من الحزب الديموقراطي أركان الحزب الجمهوري الذي مثله في التنافس على الرئاسة، والميديا الأميركية كلها، فقد شملت حملاته بعض رموز ميديا اليمين الأميركي؟
أختار اليوم بعض ما قال هذا الأرعن، وأبدأ مع هيلاري كلينتون التي قال إنها نصابة ودمية في يدي وول ستريت (يقصد رجال المال) وضعيفة وفاسدة ومرائية ووصفة للكارثة (لو فازت) وتريد إغراق بلادنا (يقصد بلاده) باللاجئين السوريين. هذه الكلمات وغيرها كررها عشرات المرات.
قال عن السناتور بيرني ساندرز الذي نافس هيلاري على الترشيح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي إنه يريد الخلود إلى سريره والنوم، وإنه تخلى عن أنصاره وإنه أحمق ومجنون ومتعب وباع نفسه.
عن السناتور من فلوريدا جيب بوش قال إنه بلا شرف ويجب أن يستعيض بعدسات لاصقة بدل النظارات الطبية، ليبدو أصغر (هو أصغر من ترامب بحوالى عشرين سنة) وإنه فاشل وخفيف الوزن وصفر وكارثة.
وقال عن السناتور تيد كروز إنه كاذب ومحزن ولا سبيل له إلى النصر وبائس ويكره نيويورك، ويحمل التوراة ويكذب.
السناتور ليندسي غراهام، في قاموسي الشخصي، إنسان حقير أيّد كل الحروب على العرب والمسلمين لذلك أؤيد قول ترامب عنه إنه محزن فاشل بلا شرف شرير صفر في مقابل ترامب.
هو هاجم بكلام مماثل السناتور ماركو روبيو والسناتور راند بول وبيل كلينتون وباراك أوباما والسناتور إليزابيث وارن ورئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، وحاكم مساتشوستس السابق ميت رومني ورئيس مجلس النواب بول ريان وحاكم نيوهامبشير السابق جون سنونو وكثيرين غيرهم. الميديا الأميركية كانت هدفه كل يوم فقد اتهمها بتأييد كلينتون ضده، وأصرّ على أن الانتخابات مزورة قبل الإدلاء بأول صوت فيها، وهدد بأنه لن يقبل النتيجة إذا خسر. حملته على الميديا لم تتوقف عند الصحف الكبرى مثل «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» و «لوس إنجليس تايمز»، وإنما تجاوزها إلى محطات سي أن أن و سي أن بي سي وفوكس نيوز، و إن بي سي، وقال عن كتّاب افتتاحية «وول ستريت جورنال» إنهم حمقى، وهاجم «ذي ديلي بيست» وقال إنها فاشلة، و «دي موين ريجستر» ووجدها فاشلة وكاذبة، و «هفنغتون بوست» فأخبارها كاذبة وهي تخسر مالاً، و «نيو هامبشير يونيون ليدر» التي وجدها غير أخلاقية ولن تستمر طويلاً.
كان بين الصحافيين الذين هاجمهم ميغان كيلي ومورين داود وأريانا هفنغتون، وأراهنّ من خيرة الإعلاميين، ثم أؤيد هجومه على الصهيونية جنيفر روبن والحقيرين تشارلز كراوتهامر وبيل كريستول.
ترامب حمل أيضاً على دول حول العالم وقال إن المملكة العربية السعودية لا تستمر من دون الدعم الأميركي، وأرى أنها قائمة وقوية ومستمرة والعلاقة مع الولايات المتحدة تؤذيها ولا تنفعها. كما هاجم إيران التي زعم أنها تفعل أشياء من وراء ظهر أميركا، وأن الأتفاق النووي معها مريع ومؤسف ومجنون وغير كامل. المكسيك وألمانيا وبريطانيا والصين لم تسلم من كلامه البذيء الذي شمل أيضاً الولايات المتحدة نفسها.
أستغرب كثيراً أن يفوز ترامب بالرئاسة الأميركية. بل أستغرب أنه كان منافساً ناجحاً عليها.