إسرائيل اسم آخر للجريمة ضد الفلسطينيين وضد الإنسانية. كنت أمس أراجع أخبارها خلال أسبوع أو نحوه، ووجدت نفسي أنتقل من جريمة إلى أخرى ترتكبها إسرائيل ويؤيدها الرئيس دونالد ترامب.
إسرائيل ألغت قبل أيام تصريح العمل لممثل منظمة مراقبة حقوق الإنسان عمر شاكر وأمرته بالمغادرة خلال 14 يوماً لأنه يدعم مقاطعة إسرائيل. المنظمة قالت أن القرار لا يتعلق بشاكر بل بمحاولة وقف منظمة مراقبة حقوق الإنسان من انتقاد سجل إسرائيل في التعامل مع حقوق الإنسان الفلسطيني. إسرائيل أصدرت سنة 2011 قانوناً يسمح للإسرائيليين برفع قضايا والمطالبة بتعويضات من أي إنسان يدعو إلى مقاطعة إسرائيل. وهي في 2017 ألحقت بالقانون نصاً يشمل ملاحقة أي إنسان يدعو إلى مقاطعة المستوطنات.
المستوطنات وإسرائيل كلها تقوم في أرض فلسطين التاريخية. النازيون قتلوا اليهود ثم سلّح الأوروبيون والأميركيون بعض اليهود ليسرقوا فلسطين من أهلها.
إدارة ترامب نقلت السفارة الأميركية الى القدس من تل أبيب. الاحتفال حضره حوالى 700 مدعو معظمهم من الأميركيين أنصار إسرائيل مثل أعضاء جمهوريين في الكونغرس مع زوج ابنة الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنر ترافقه الزوجة إيفانكا ومبعوث «السلام» الآخر جيسون غرينبلات. السفارة الأميركية في تل أبيب تضم 850 موظفاً، أي ما يعادل حجماً كتيبة عسكر، وبناء سفارة جديدة لن يتم قبل سبع سنوات إلى عشر.
في غضون ذلك، صدر كتاب عن حياة الإرهابي بنيامين نتانياهو كتبه آنشل فايفر من جريدة «هاارتز» اليسارية. الكتاب يدين نتانياهو الذي يقترب من شغل رئاسة الوزارة الإسرائيلية مدة أطول من أي رئيس وزراء سبقه. هو كان رئيساً للوزراء بين 1996 و1999 ودمر عملية السلام التي كان من صنّاعها اسحق رابين، وعاد إلى الحكم سنة 2009 ولا يزال ليقتل الفلسطينيين في حروب إرهابية أو عبر حدود قطاع غزة وهم يتظاهرون داخل أرضهم.
أكتب صباح الثلثاء وأمامي الترجمة الإنكليزية لصحف إسرائيل فأختار للقارئ:
لم تبرز صحف إسرائيل أمس الخبر الأساسي المتمثل في مجزرة حصدت 60 فلسطينياً وجرحت أكثر من 2700 مدني، في حين احتفلت هذه الصحف بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. هذا اعتداء على الفلسطينيين جميعاً وعلى حقهم في بلادهم.
يوم الأحد قتل فلسطينيان على الحدود مع قطاع غزة خلال تظاهرات حاشدة ضد إسرائيل. الإرهابي أفيغدور ليبرمان سمح للقوات الإسرائيلية بإغلاق معبر إلى القطاع. متى يرحل المستوطن الأوروبي الشرقي ليبرمان عن بلادنا؟
يوم الخميس الماضي، طلب وزير الدفاع ليبرمان من سورية أن تطرد الوجود الإيراني منها، وقطع مقابلة مع القناة العاشرة في إسرائيل عندما سُئل عن قرار حكومي يسمح لرئيس الوزراء ووزير الدفاع بشن حرب من دون استشارة الكنيست.
يوم الأربعاء، ألكس فيشمان من «يديعوت أخرونوت» قال إن ما يحدث في شمال إسرائيل حقيقة، وما يحدث في مكتب ترامب مسرح. ما يحدث في فلسطين المحتلة جرائم، وما يحدث في إدارة ترامب تأييد لهذه الجرائم.
يوم الثلثاء الماضي، ازداد التوتر على الحدود في مواجهة الجولان توقعاً لرد إيراني على الهجمات الإسرائيلية على مواقع عسكرية إيرانية في سورية.
أتابع ما ترتكب الجريمة التي اسمها إسرائيل يوماً بعد يوم ولا بد أن لي عودة إلى هذا الموضوع في المستقبل القريب.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع