بقلم جهاد الخازن
أربعة كتب بالإنكليزية عن المملكة العربية السعودية تستحق المراجعة:
- السعوديون الآخرون: الشيعة والمعارضون والطائفية، من تأليف توبي ماثيسن وصادر عن مطبعة جامعة كامبردج.
- رحلات التسلية في الرياض: النفط والمدن وثورة الشارع، من تأليف باسكال مينوريه، وأيضاً صادر عن مطبعة جامعة كامبردج.
- المملكة العربية السعودية: مملكة في خطر، من تأليف بول آرتس وكارولين رولانتس وصادر عن دار هيرست.
- القوة والتعصب، الوهابية في السعودية وخارجها، من تأليف سايمون روس فالنتاين، وصادر عن دار هيرست أيضاً.
عَرَضَ الكتب الأربعة في مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» الصحافي الإنكليزي نيكولاس بيلام الذي رافق زاني منتون بيدوس، رئيسة تحرير مجلة «الإيكونوميست»، في مطلع السنة في رحلة إلى المملكة العربية السعودية، وهي أجرت أول مقابلة صحافية خاصة منشورة للأمير محمد بن سلمان، ولي عهد ولي العهد السعودي.
المجلة الأميركية التي نشرت مقال بيلام راقية جداً وتعنى بعرض الكتب، وعندي اشتراك فيها، فأنا أقرأها منذ سنوات. غير أن عنوان الموضوع أثار ريبتي في البداية فقد كان «في المملكة العربية السعودية... هل تستطيع حقيقة أن تتغير».
لا أقرأ كلمة «تتغير» عن السعودية إلا وأجد أن قائل الكلمة هذه يريدها أن تتغير بما يناسب هواه، أو لتلحق بالركب، وهو عادة ما يكون ركب بلاده.
الكاتب ليس من هؤلاء إلا أن الكتب الأربعة تخوض في كل شيء سعودي، من الدين وأحكام الإعدام إلى حقوق المرأة والشبان الذين يقودون السيارات بسرعة فائقة في شوارع المدن أو الصحراء، وغير ذلك كثير.
أعترف بأنني لا أستطيع أن أعرض الكتب لأنها تضم مواضيع لا أريد دخولها فأنا لا أعرف كيف أخرج منها. مع ذلك أترجم للقراء آخر فقرة في مقال بيلام: قلة من الشيعة والصوفيين والعلمانيين في السعودية تريد أن تسقط المملكة، خصوصاً لأمثال داعش. رؤية الأمير محمد بن سلمان عن عقد اجتماعي جديد تظهر فهمه فوائد مجتمع يضم كل الناس ... هناك مجال لأن تكون الكتب المقبلة عن المملكة ليست قاتمة إلا أن الأمير محمد بن سلمان في حاجة إلى أكثر من الكلام ليقنع المواطنين من مختلف الأنواع بأن السعودية لكل مواطنيها.
أعتقد بأن السعودية لكل مواطنيها فهي بلد مسلم محافظ ما لا يناسب كاتباً غربياً، فإما أن يتحدث عن التغيير، أو عن خطر داهم على وجود السعودية. كنت كتبت عن كتاب صدر قبل حوالى 30 سنة وعنوانه «التراجع والسقوط القريب للسعودية». السعودية لم تتراجع أو تسقط، وما حدث أن الكاتب سقط، أي مات، من دون أن يرى أمنيته تتحقق.
طلبت الكتب الأربعة، ووجدت أن الكتاب «مملكة في خطر» لن يوزع إلا عند منتصف الشهر، وسأرسل الكتب إلى مسؤولين سعوديين يستطيعون التعامل مع المادة المنشورة. نيكولاس بيلام الذي راجع الكتب الأربعة حتماً يعرف الشرق الأوسط ومنه المملكة العربية السعودية، كما أن توبي ماثيسن مؤلف الكتاب «السعوديون الآخرون» أستاذ جامعي يعلّم في جامعة كامبردج، بل إنه من كلية بمبروك حيث درست ابنتي.
الكتب الأربعة تستحق اهتماماً سعودياً، لكن الموضوع الأهم منها مجتمعة الآن قرار الكونغرس الأميركي أن لأسر ضحايا إرهاب 11/9/2001 الحق في رفع قضايا على السعودية. النظام في السعودية ليست له علاقة إطلاقاً بذلك الإرهاب وأنا أعرف أركان الحكم جميعاً، وهم مستهدَفون بالإرهاب قبل موظف في برج في نيويورك.