توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين البتراء وتدمر

  مصر اليوم -

بين البتراء وتدمر

بقلم جهاد الخازن

قبل أيام عرض تلفزيون «بي بي سي» تقريراً عن البتراء استمر ساعة، وكان من أجمل ما شاهدت عن هذه المدينة التاريخية التي أعتبرها درّة الآثار في الأردن أو «واسطة العقد».

قبل ذلك كنت أقرأ خبراً، أو إعلاناً، في «لوس أنجليس تايمز» يدعو إلى زيارة البتراء ووادي رم بين آخر هذا الشهر ونهاية الشهر نفسه من السنة المقبلة، والسعر المسجل للشخص الواحد معقول جداً، بل قليل.

رأيت البتراء غير مرة، وسرت في ممر ضيق محاط بصخور عالية حتى وصلت مع أصدقاء ورأينا «الخزنة» ومعبداً وبقايا نواويس أو مقابر، وأعمدة من كل نوع. الآثار محفورة في الصخر لذلك صمدَت في مدينة عمرها نحو 2500 سنة، فقد كانت من حواضر النبطيين تلتقي فيها القوافل من مصر وسورية وشبه جزيرة العرب. مدائن صالح في شمال المملكة العربية السعودية جزء من مملكة الأنباط القديمة والآثار فيها من نوع نادر وتستحق عناء الزيارة، فهي أيضاً محفورة في الصخر.

أذكر أنني حضرت حفلة موسيقية في البتراء، وكان الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا وكبار رجال الدولة بين الحاضرين مع ضيوف أجانب، جاؤوا للمشاركة في مؤتمر.

البتراء تحميها عينٌ ساهرة وأنا لا أذكرها إلا وأذكر معها تدمر في سورية، فهي تضم أيضاً بعض أجمل الآثار في العالم، وهي والبتراء من التراث العالمي بحسب تصنيف «اليونيسكو».

نعرف أن الإرهابيين من «داعش» احتلوا تدمر، ودمروا بعض آثارها. هم قتلوا المسؤول عن الآثار فيها خالد الأسعد فلم يشفع له علمه أو عمره (81 سنة)، وبعد شهر ربطوا ثلاثة أسرى إلى أعمدة وفجروها لقتلهم. هم أيضاً دمروا قوس النصر ومعبدي بل وبعل شمسين في المدينة القديمة، وتمثال أسد أثينا عند مدخل متحف تدمر.

كنت في أيام السلم الأهلي والأمل الزائف بمستقبل أفضل، أزور سورية بانتظام وأقابل الرئيس بشار الأسد، وأجري له مقابلات صحافية منشورة. وقلت له يوماً أنني في زيارة سياحية مع أصدقاء، وسيارة حكومية أوصلتني إلى بيت صيفي للأخ مناف طلاس فوق بلودان، ثم ذهبت مع الأصدقاء إلى تدمر وكان يوماً لا يُنسى وسط آثارٍ تعكس تاريخ المنطقة. كان معنا دليل حدثنا عن الملكة زنوبيا وزوجها أذينة اللذين ثارا على الإمبراطورية الرومانية وشمل حكمهما منطقة شاسعة من أراضي عرب الشمال. الإمبراطور أورليان هزم زنوبيا وأخذها أسيرة إلى روما حيث توفيت.

الإرهابيون من «داعش» لم يبقوا في تدمر وقتاً كافياً لتدمير كل ما فيها من آثار، فالقوات الحكومية السورية، بمساعدة الطائرات الروسية، هزمتهم وتبيّن أن أذاهم وصل إلى داخل متحف تدمر، لكن كثيراً من الآثار لم يمَسْ بسوء في شهور عشرة من الاحتلال انتهت في آذار (مارس) الماضي.

هذا جميل. ما ليس جميلاً أن أقرأ، عبر مصادر غربية موثوقة، أن آثار تدمر لا تزال تُنهَب، وأن لصوص الآثار يرشُون الجنود السوريين، إلى درجة أن هناك عمليات حفر بحثاً عن آثار لا تزال مطمورة في التراب، لتهريبها إلى الغرب وبيعها.

بعد تحرير تدمر، نُظمت في داخلها حفلة موسيقية في رعاية روسية، ذكرتني بالحفلة الموسيقية في البتراء. كم أتمنى أن يسود السلام سورية الحبيبة وأن أعود إليها بعد انقطاع، وأن أجلس بين متفرجين في حفلة موسيقية عربية أو غربية ولا شيء معنا سوى سلم أهلي.
أتمنى ثم يغلبني الواقع المر، وأرجح أن تستمر الكارثة، وألا أعيش لأرى نهايتها.

GMT 07:51 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

عيون وآذان (هل يُعزل ترامب من الرئاسة؟)

GMT 04:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

(أخبار من البحرين واليابان والمغرب)

GMT 06:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عيون وآذان (أخبار مهمة أعرضها على القارئ)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين البتراء وتدمر بين البتراء وتدمر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon