بقلم جهاد الخازن
أبقى مع شعراء النهضة في المهجر يوماً آخر. رياض المعلوف قال:
يا هل ترى نعود إليك يا لبنان
فتصدق الوعود ويسمح الزمان
وبلدي المهجور وكوخي الأخضر
أحلى من القصور والذهب الأصفر
إبراهيم اليازجي قال:
يا مصر قاهرة الدنيا بسطوتها / قد جدّد الله في أيامك الأول
نعمة الحاج قال وكأنه يستشرف المستقبل:
أبناء سورية وهذا أوانكم / لكي تظهروا للناس في مظهر سما
كفانا خلافاً في النوى ونكاية / ألم تكفنا الأرزاء أن نتعلما
جبران خليل جبران الذي لم يهتم كثيراً بالوزن في شعره قال:
يا بلاد الفكر يا مهد الألى / عبدوا الحق وصلوا للجمال
أنت في الأرواح أنوار ونار / أنت في صدري فؤاد يختلجْ
أما توفيق بربر فله:
أين من عيني لبنان الذي / حسنه الفتان أنساني السما
أشتهي جرّ الخطى في أرضه / ولكم عانقت فيه الأنجما
جورج صيدح قال في الجلاء عن سورية:
إنها الساعة التي ارتقبتها / مقلة الشرق منذ عصر أمية
ساعة المجد يظمأ المجد حتى / يستقيها من العروبة ريّة
زغردي يا حرائر الشام هذا / مهرجان لأختك الحرية
الإكسرخوس يوحنا حداد له:
الله أرض الشام جنة شرقنا / كانت وما برحت حديقة أزهر
وقال نسيب عريضة:
أنا المهاجر ذو نفسين واحدة / تسير سيري وأخرى رهن أوطاني
ليَ العروبة أمشي في مخارفها / من العراق إلى ما بعد وهران
وقال الشاعر القروي:
حتى م تحسبها أضغاث أحلام / سبّح لربك وانحر أنت في الشام
لم يأذن الله يا بوق العروبة أن / تقضي الحياة غريباً بين أعجام
فلسطين كان لها نصيبها، ونصر سمعان قال:
يا فلسطين قدستك الضحايا / وكساك الخلود أسنى بروده
أنت في معرف الحياة نشيد / لا تمل الحياة من ترديده
يدعي الحق في ترابك شعب / تأنف الأرض من تراب جدوده
شعب يوضاس لم تزل في يديه / بعد يوضاس حفنة من نقوده
يوضاس هو يهوذا الذي باع المسيح بثلاثين من الفضة. وأكمل مع إيليا أبو ماضي:
دار السلام وأرض الهنا / يشق على الكل أن تحزنا
فخطب فلسطين خطب العلا / وما كان رزء العلى هيّنا
فقل لليهود وأشياعهم / لقد خدعتكم بروق المنى
ألا ليت بلفور أعطاكم / بلاداً له لا بلاداً لنا
جورج صيدح ولِد في دمشق وله:
وطني وماذا على النازح / إن ذَكَر القدس فصلى وسجد
لا تخفهم ساعة الباطل لا / تقبر الحق فللحق الأبد
عندي أضعاف ما سبق، ونفسي حزينة، والأمل سقط مع سقوط الأمة، ولكن هناك بقية من إيمان.