توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أردوغان ودولة الحزب الواحد

  مصر اليوم -

أردوغان ودولة الحزب الواحد

بقلم جهاد الخازن

يوماً بعد يوم تتحول تركيا إلى بلد حزب واحد، فمحاولة الانقلاب الفاشل في 15 تموز (يوليو) أعطت الرئيس رجب طيب أردوغان العذر لتصفية خصومه جميعاً.

أرجح أن الرئيس كان يعرف بوجود محاولة انقلاب وتركها تمضي لتبرر سياسته اللاحقة. هل يُعقل أن مئات الضباط الكبار يتآمرون ولا تعرف الدولة شيئاً عنهم؟ بل إنهم يتآمرون ويتركون الرئيس ورئيس وزرائه، كلاً في مكان معروف، لقيادة الحملة ضد الانقلابيين.
 أي محاولة انقلاب تبدأ باعتقال أركان الحكم، إلا أن أردوغان تـُرِك يصطاف ومعه «موبايل» يستعمله في الرد على الانقلابيين.

النتيجة أن 40 ألفاً معتقلون، وقد طرد أكثر من مئة ألف من الجيش والشرطة والقضاء. وقبل ذلك اتهم أطباء وخبراء في مستشفيات باستعمال مومسات للتجسس على ضباط الجيش، وحكمت محكمة استئناف ببراءة 336 منهم.

قبل ذلك أيضاً كان عبدالله غُل أسس حزب العدالة والتنمية، وليس أردوغان، وعرفته وزيراً للخارجية راقياً معتدلاً، وتبادلت معه الحديث في دافوس. هو أصبح رئيس جمهورية وحاربه أنصار أردوغان خشية المنافسة حتى اعتزل.

بحكم عملي أتابع وضع الصحافة التركية، وبما أن الحكومة هناك تحكم من طريق المراسيم فقد اعتقلت أكثر من مئة صحافي، وأغلقت 45 جريدة و16 محطة تلفزيون و23 إذاعة وثلاث وكالات أخبار و15 مجلة و29 دار نشر. أزعم أن دول المنظومة الشيوعية الراحلة لم تفعل مثل هذا. جهد الحكومة التركية ضد الإعلام وصل إلى بريطانيا، فقد أغلقت النسخة المحلية من جريدة «زمان» وقرأت أن جهات تابعة للحكومة التركية تطلب من الأتراك المقيمين في بريطانيا أن يتجسس بعضهم على بعض.

أنصار حزب العدالة والتنمية يتهمون الولايات المتحدة حتى اليوم بأنها كانت تقف وراء محاولة الانقلاب التي قادها الداعية فتح الله غولن من منفاه الطوعي في الولايات المتحدة. نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموس قال أخيراً إن الولايات المتحدة ليست وراء محاولة الانقلاب، والحكومة الأميركية ردت بأنها تدرس طلب تسليم غولن، وهذا مع العلم أن العلاقات الأميركية - التركية متوترة، وأن اتفاقاً تركياً مع أوروبا عن اللاجئين في مهب الريح.

غولن له أتباع في تركيا ونشاط حول العالم كله على شكل جمعيات خيرية ومدارس. هو ينكر أي دور له في المحاولة ويقول إن موقف الحكومة التركية التالي «يوم أسود في تاريخ العالم». رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم يقول إن المعتقلين اعترفوا بدور غولن، إلا أن هذا ربما جرى تحت التهديد أو بعد وعد «المعترفين» بإطلاق سراحهم.

الولايات المتحدة لن تسلم غولن في وقت قريب، فطلب استرداده يحتاج إلى أشهر من الدراسة قبل اتخاذ قرار، وقد بقي لباراك أوباما في البيت الأبيض أربعة أشهر أو نحوها قبل انتهاء ولايته، ولا أرى أنه يريد في سجله السياسي أن يُعرَف عنه أنه سلـّم رجلاً ربما كان بريئاً.

الاضطهاد يهدد الآن صلاح الدين ديمرطاش، زعيم حزب الشعب الديموقراطي المؤيد للأكراد، والذي حقق نجاحاً كبيراً في الانتخابات العامة الأخيرة. الادعاء التركي يريد التحقيق معه في مزاعم عن تأييده الإرهاب الكردي وتحديداً حزب العمال الكردستاني، أي جماعة عبدالله أوجلان. ديمرطاش يرفض المثول أمام المحققين، ويواظب على العمل في مكتبه المعروف في أنقرة. هناك مَنْ يعتقد أنه يريد أن يُعتَقَل ليكسب عطف الناس. على سبيل التذكير أردوغان نفسه اعتُقِل وبقي في السجن أربعة أشهر سنة 1999، ثم خرج وفاز حزب العدالة والتنمية بانتخابات 2002 ونهض بالاقتصاد التركي، قبل أن يسقط في ممارسة الديموقراطية. أردوغان له أنصار كثيرون، وربما غالبية من الشعب التركي، إلا أنه (كما قال الشاعر) أعطي ملكاً فلم يحسن سياسته.

GMT 07:51 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

عيون وآذان (هل يُعزل ترامب من الرئاسة؟)

GMT 04:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

(أخبار من البحرين واليابان والمغرب)

GMT 06:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عيون وآذان (أخبار مهمة أعرضها على القارئ)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان ودولة الحزب الواحد أردوغان ودولة الحزب الواحد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon