بقلم - جهاد الخازن
تنفيذ أحكام الإعدام يقل تدريجاً في العالم كله، ومن أصل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة هناك 53 دولة لا تزال تحكم بالإعدام وغالباً ما تنفذ الحكم.
أول دول العالم في ممارسة الإعدام هي أفغانستان وبعدها الهند ثم نيجيريا ثم الولايات المتحدة في المركز الرابع. إيران في المركز الخامس وبعدها اليابان ثم تايوان.
بين الدول العربية الكويت في المركز الثامن وليبيا في المركز العاشر، والعراق في المركز الخامس عشر، ثم الإمارات العربية المتحدة في المركز الثامن عشر واليمن في المركز الثاني والعشرين والمملكة العربية السعودية في المركز الثالث والعشرين، وسورية في المركز الخامس والعشرين والسودان الحادي والثلاثين والصومال الثالث والثلاثين وعُمان في المركز الثامن والثلاثين، والبحرين في المركز الثاني والأربعين، وفلسطين في المركز السادس والأربعين والأردن في الثالث والخمسين، أي المركز الأخير بين الدول التي لا تزال تمارس حكم الإعدام.
قرأت أن أحكام الإعدام في الولايات المتحدة بلغت عام 1999 رقماً قياسياً هو 98 حكم إعدام نفذ وهبطت تدريجاً منذ ذلك الحين. في الولايات المتحدة 50 ولاية أكثرها ليس فيه حكم الإعدام. عام 2017 أعدم 23 شخصاً في الولايات المتحدة بزيادة قليلة عن عام 2016 عندما أعدم 20 شخصاً. العام الماضي كان هناك 993 حكم إعدام نفذ في 23 دولة بعد أن كان نفذ عام 2016 في تلك الدول 1.032 حكم إعدام.
سرني أن لبنان ليس في قائمة الدول الثلاث والخمسين. وكنت تابعت فيه صغيراً وكبيراً أحكام إعدام نفذت، ثم وجدت الإعدامات تقل تدريجاً حتى خرج لبنان من قائمة الدول التي تنفذ حكم الإعدام، مع أنه حكم موجود في القانون اللبناني.
قرأت أن تنفيذ أحكام الإعدام تراجع 5 في المئة في السعودية و20 في المئة في مصر. لست من أنصار حكم الإعدام اليوم أو في أي وقت مضى إلا أنني أجد العذر للنظام في مصر، فأكثر أحكام الإعدام هو بحق إرهابيين من فلول الإخوان المسلمين. كنت أنتصرت للإخوان المسلمين وهم لا يفوزون بأي مقاعد في البرلمان، وزرت الدكتور عصام العريان مرات عدة والإخوان في الحكم سنة يتيمة. إلا أنني بعد ذلك اعترضت ولا أزال على الإرهاب الذي يعصف بمصر من شرقها إلى غربها. لا أرى أن الإخوان سيعودون يوماً إلى الحكم في مصر، وقد رأى المصريون فشلهم في إدارة الحكم ثم لجوء بعضهم إلى الإرهاب بعد أن تظاهر ملايين المصريين لإخراجهم من الحكم الذي فشلوا في إدارته.
دولة فلسطين شهدت عام 2017 أحكام إعدام زادت مرتين عليها في 2016، فقد بلغت ستة بعد أن كانت ثلاثة. أرجح أن بين الذين أعدموا جواسيس لإسرائيل، وأراهم يستحقون الإعدام ثم إلى جهنم حطباً.
في الشرق الأوسط إيران تتقدم كل دول المنطقة في أحكام الإعدام فقد بلغت 507 أحكام نفذت، أو نحو 60 في المئة من كل أحكام الإعدام في المنطقة. لاحظت أن كثيراً من أحكام الإعدام التي نفذت في السعودية كان لمهربي مخدرات ومتاجرين بها وأراهم يستحقون القصاص.
أخيراً، قرأت أن الجمهوريين في الولايات المتحدة يريدون منع تنفيذ حكم الإعدام في الولايات التي يسيطرون عليها، وأهم سبب في ذلك النفقات. هناك عشرات من أعضاء الكونغرس الجمهوريين يريدون منع تنفيذ أحكام الإعدام، إلا أنني قرأت إحصاءات تجعل عدد المواطنين من الجمهوريين الذين يؤيدون تنفيذ أحكام الإعدام نحو ضعفي عدد المواطنين من الديموقراطيين. شخصياً أتمنى لو توقفت أحكام الإعدام، وشرطي أن الذي يستحق الإعدام يحكم عليه بالسجن مدى الحياة، فيرتاح مجتمع بلده من شرّه ويطمئن المواطنون إلى عدالة الأحكام.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع