توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وطن ومواطن لا يحب أحدهما الآخر

  مصر اليوم -

وطن ومواطن لا يحب أحدهما الآخر

جهاد الخازن

هل الأمر في لبنان أن المواطنين لا يحبون وطنهم، أو أن الوطن لا يحب أبناءه، أو أن الوطن والمواطن مسؤولان عن الانهيار المتسارع الخطى؟

لا جواب عندي وإنما سؤال آخر: هل يستطيع إنسان أن يطلّق وطنه؟ سألت هذا السؤال قبل سنوات وقررت أن الإنسان يستطيع أن يطلّق، زوج زوجته أو زوجة زوجها، إلا أن الوطن قِران من المهد إلى اللحد.

توقفت في بيروت نصف يوم في طريقي من لندن إلى القاهرة لأرى الأهل والأصدقاء. كان الدخول سهلاً من مطار رفيق الحريري الدولي، فالدخول في أمر، أو وطن، دائماً أسهل من الخروج منه.

في اليوم التالي وقفت أمام حاجز أمني خارج المطار، ثم وقفت في صفوف التفتيش 40 دقيقة كاملة، ووقفت للتفتيش مرة ثانية قبل الوصول إلى صالة المغادرة 18 دقيقة. كان هناك أطفال وشيوخ، ونساء، والكل يحمل حقائب أو أمتعة.

بين هذا وذاك تجولت في وسط المدينة. أعتذر إذا كنت اليوم أكرر شيئاً قلته من قبل فقد زاد إغلاق المتاجر في الشوارع المحيطة بساحة البرلمان (الساعة) والمتاجر المفتوحة خاوية، وهي قلة قليلة لا تتجاوز العشرة في المئة. في الأسواق الجديدة المتاجر مفتوحة، ملابس، حقائب، أحذية، مجوهرات، ساعات، ولكن لا زبائن. كان هناك ناس في المطاعم ظهراً، ولو استطاعوا لصاموا، والعدد قليل فنصف الطاولات أو أكثر خالٍ من الزبائن.

لا ضيوف عرباً على الإطلاق فقد أباحت لهم دولهم أن يطلّقوا لبنان، وبعضها فرض على مواطنيه الطلاق لحمايته.

لبنان في مقالي اليوم مَثَل أقدمه، و»الحال من بعضه» في دول عربية كثيرة، فلعل اللبناني ينظر حوله ويقول: على الأقل نحن لسنا في سورية. هي بلدي أيضاً ولا أريد أن أصدق ما يجري فيها رغم أنه يصفعني كل يوم في وجهي.

قبل أسبوعين وصلت إلى بيروت يوم الإرهاب الذي ضرب الأبرياء في برج البراجنة. وقبل يومين انتقلت من بيروت إلى القاهرة بعد مهاجمة أشقياء ملهى حيث قتِل 16 شخصاً لا ذنب لهم.

على الأقل، حرم الجامعة الأميركية في بيروت لا يزال جميلاً هادئاً، وجلست على مقعد أفكر كيف تغيّر كل ما أعرف عن لبنان إلى سيّء أو أسوأ منه. مطاعم جميلة تطل على البحر خالية، ومثلها المتاجر. إلا أن الزحام موجود وفي المطار، فمطار الحريري أصبح مطار بيروت ودمشق، وهناك مدخلان للتفتيش صفوف المسافرين تتداخل بينهما لطولها. السائق قال لي إن عليّ الوصول إلى المطار قبل أربع ساعات من موعد الإقلاع. لم أصدقه وسألت أخي فقال إنه سمع ذلك أيضاً. ماذا أفعل في ثلاث ساعات إذا أخذت تذكرة السفر بعد ساعة في طابورين؟ لا أستطيع القراءة وأنا غاضب، وإذا قرأت لن أعرف ماذا أقرأ أو أفهمه.

أرجو من القارئ أن يصحّحني إذا كنت أبالغ، ولكن شرط أن يكون سافر وقبل أن «ينلطع» ساعات في طوابير المسافرين، وبانتظار إقلاع الطائرة. بالمناسبة، الطائرة إلى القاهرة مساء السبت 5/12 تأخر إقلاعها ساعة كاملة بانتظار وصول الركاب العالقين في زحام التفتيش، والرحلة ساعة، ولكن تُنجَز في ست ساعات. سمعت بعد ذلك أن الدخول خُفِّض إلى ثلاث ساعات.

عندي زيارة للبنان بعد أسابيع وعدتُ أن أقوم بها، إلا أنني لن أعود بعدها حتى تتحسن الأمور. هذا انفصال، وليس طلاقاً، ورحم الله زماناً عرفته كان ديبلوماسيون في السفارة الأميركية يقبلون التخلي عن ترقية ليخدموا في لبنان سنوات إضافية، والآن أصبحت الخدمة في بلادنا عقاباً للديبلوماسي العربي أو الأجنبي.

هل أبالغ؟ هل أكتب عن غيظ؟ ربما، ولكن ما كتبت صحيح وثمة عشرات ألوف المسافرين من مطار بيروت ودمشق للشهادة لي في محكمة الرأي العام.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وطن ومواطن لا يحب أحدهما الآخر وطن ومواطن لا يحب أحدهما الآخر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon