توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضيحة الفضائح وأدوار مساندة

  مصر اليوم -

فضيحة الفضائح وأدوار مساندة

جهاد الخازن

تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي عن تعذيب المعتقلين في سجون أميركية وحول العالم، لا بد من أن يكون «فضيحة الفضائح» هذا القرن، فالبلد الذي كان أمل الشعوب المستعمَرَة في أربعينات القرن الماضي وخمسيناته تحوّل إلى بلد يمارس أبشع أنواع التعذيب، ويخالف الدستور الأميركي ومعاهدات دولية ساعد في كتابتها ووقعها.

كل ماء العالم لن يغسل أيدي المسؤولين أصحاب العلاقة من الجريمة، وقد حاول الرئيس باراك أوباما وأركان وزارة «العدل» ووكالة الاستخبارات المركزية منع نشر موجز في 500 صفحة عن تقرير في 6200 صفحة، إلا أنهم فشلوا، وسجلت السيناتور الديموقراطية ديان فاينستين، رئيسة لجنة الاستخبارات، نصراً على الإدارة والجمهوريين قبل أن يتسلموا السيطرة على مجلسي الكونغرس الشهر المقبل.

مئات المعتقلين دخلوا سجون أميركا من غوانتانامو في كوبا إلى بلدان أخرى. والتقرير يتحدث عن 119 رجلاً فقط، ويقول إن 26 منهم كانوا أبرياء اعتُقلوا لتشابه في الأسماء أو بموجب معلومات كاذبة.

التعذيب شمل إيهام المعتَقَل بأنه سيموت غرقاً، أو حمام ماء مثلج، أو الحجز في غرفة باردة جداً، والوقوف ساعات امتدت أحياناً إلى 66 ساعة متواصلة، والحرمان من النوم.

مَنْ مارس هذا التعذيب؟ بلد وقّع ميثاق الأمم المتحدة ضد التعذيب، وشارك في إعلان الجمعية الطبية العالمية، أو «إعلان طوكيو» سنة 1975 الذي منع التعذيب، وأيضاً في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1982 الذي منع الأطباء من ممارسات قاسية أو غير إنسانية أو مهينة أثناء العلاج.

جماعة مراقبة حقوق الإنسان طالبت بمحاكمة ممارسي التعذيب، وأقول إن أول المجرمين في الموضوع هو نائب الرئيس ديك تشيني، في ولاية بوش الابن، الذي لا يزال يدافع عن التعذيب، ومعه وزير الدفاع في حينه دونالد رمسفيلد، ثم ثلاثة محامين بلا ضمير أعطوا مبررات للتعذيب هم جون يو ووليام هاينز وجاي مايلي.

ما هي حجة أنصار التعذيب؟ هم زعموا أنه أعطى معلومات استخباراتية مفيدة حفظت حياة الناس. غير أن تقرير الكونغرس يقول حرفياً «لم يحدث في أي وقت أن أساليب التحقيق القاسي (أو الشديد) أدَّت إلى جمع معلومات استخباراتية عن خطر ماثل، أو تلك القنبلة الموقوتة الافتراضية التي يعتقد كثيرون أنها تبرر استخدام هذه الأساليب».

إدارة اوباما لم تنجح في منع نشر موجز عن التقرير، إلا أن الإدارة نجحت حتى الآن في منع أسماء الدول المتعاونة، وتقدَّر بأكثر من ربع دول العالم كله، وبينها بريطانيا وفق تصريحات لنواب في برلمانها.

أمامي صفحات من التقرير طمِسَت فيها بحبر أسود أسماء دول متعاونة، إلا أن محققين ديموقراطيين ساهموا في كتابة التقرير الأصلي يتحدثون بصراحة عن الدول المتعاونة، ويوردون أسماءها.

التعاون درجات، وقرأت أنه كان للولايات المتحدة سجون أو معتقلات من نوع غوانتانامو مورس فيها التعذيب، وتحديداً في أفغانستان (أربعة سجون) وبولندا وليتوانيا ورومانيا وتايلاند.

وأرسلت الولايات المتحدة معتقلين إلى بلادهم توقعاً منها أن يُعذبوا ويعترفوا، ولكن أريد أن أكون دقيقاً في ما أنشر، فالمعلومات السابقة مصدرها أميركي، إلا أن المصدر نفسه لا يقول إن هذه الدول حصلت على معلومات مهمة من المعتقلين، أو إنها نقلتها إلى الولايات المتحدة.

الدول الأخرى، أو ربع دول العالم وفق المعلومات المتوافرة من مصادر التحقيق، قدمت خدمات من نوع نقل المعتقلين من بلد إلى بلد أو تقديم أسماء إرهابيين محتملين.

الكل مذنب، وهناك درجات متفاوتة من الذنب، لكن الجريمة الأصلية ارتكبتها إدارة بوش الابن، ونحن ندينها من فمها، أو من تقريرها الرسمي.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيحة الفضائح وأدوار مساندة فضيحة الفضائح وأدوار مساندة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon