توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (العراق في نفق مسدود)

  مصر اليوم -

عيون وآذان العراق في نفق مسدود

جهاد الخازن

ما كنت أتصور يوماً أن أصِفَ العراقي بأنه أسوأ حظاً من الفلسطيني.
الفلسطيني ضحية غُزاة أجانب، إلا أن العراقي ضحية غُزاة من بلده، وهو عالق بين سندان حكومة طائفيّة ومطرقة إرهاب مجرم فالت من كل عقال.
«على الورق» كما يقولون بالإنكليزية، وما يعادل «نظرياً» عندنا، كتلة نوري المالكي خرجت فائزة من انتخابات البرلمان في 30 نيسان (أبريل) التي أعلنت نتائجها في مطلع هذا الشهر. تحالف دولة القانون نال 92 مقعداً من أصل 320 مقعداً في البرلمان، وله حلفاء يحتلون حوالى 30 مقعداً لنواب من السنّة، والبقية للمستقلّين.
الأرقام تقول إن من حقّ المالكي أن يعود رئيساً للوزراء للمرة الثالثة، إلا أن «الإنجازات» في ولايتيه الأوليين تلغيان هذا الحقّ، فهو رأس حكومة طائفيّة عزلت السنّة من العراقيين، بل إنه لفّق تهماً لبعض زعماء السنّة من منافسيه ليبعدهم عن الحكم، والنتيجة هي ما رأينا في الأسابيع الأخيرة، فجماعات إرهابيّة تسيطر على ثلث البلاد في الغرب وتقتل المدنيين، مع العسكر، وتفاخر بقتلهم وتوزّع أشرطة فيديو عن القتل.
الأكراد استقلّوا في شمال العراق، وحققوا حلمهم بدخول كركوك، ورئيسهم الأخ مسعود بارزاني قال لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إن في العراق الآن حقيقة جديدة أو واقعاً جديداً.
العراق وقع، وسأظلّ أؤيّد الأكراد الذين ظُلِموا على مدى عقود، ثمّ أقول للأخ مسعود الذي أعرفه جيّداً أن يُصدّر النفط إلى من يشاء، باستثناء إسرائيل، فهي دولة احتلال وجريمة. ربما هو يعتقد إنها سَتُفيده مع الأميركيين، وهذا صحيح، إلا أنها ستبيع الأكراد بأبخس ثمن إذا ناسبها ذلك.
ما هو المخرج في العراق؟ لا أملك كُرة بلّوريّة، ولكن أقول مرّة أخرى إن الإرهابيين من داعش سيُهزمون فمكانهم مزبلة التاريخ وهم يحاولون أن يعودوا بالعراق إلى عصور الظلام، ظلام العقل والقلب.
الدولة الإسلاميّة في العراق والشام اسم آخر للقاعدة في بلاد الرافدين، وبعد أبو مصعب الزرقاوي هناك الآن أبو بكر البغدادي.
كلّ ما عند كيري والإدارة الأميركيّة من خلفه هو طلب تشكيل حكومة ائتلافيّة لا تستثني أحداً من أطياف الشعب العراقي. القارئ وأنا نعرف هذا إلا أننا لا نملك القدرة العسكريّة الأميركيّة، وهي قدرة إدارة أوباما مصمّمة على عدم استخدامها، فقد أخرجت القوات الأميركيّة من العراق ولن تُعيدها. بكلام آخر، الإدارة الأميركيّة عندها اقتراحات لا يسندها عمل عسكري.
شخصيّاً، أُعارض أي دور أميركيّ في العراق وكلّ بلد عربي. هم ليسوا أوصياء علينا، وإنما يتدخّلون كَذباً باسم الحرية وتقرير المصير والديموقراطيّة وسياستهم مجرّد استعمار جديد أو نيو إمبرياليّة.
الاحتلال الأميركيّ قتل حوالى مليون عربيّ ومسلم، وهو رقم يزيد أضعافاً على ضحايا صدّام حسين والقاعدة في بلاد الرافدين وداعش مجتمعين. أقول للقارئ ألا يصدّق أن الأميركيين قتلوا الزرقاوي، فبعد أرهاب الفنادق في عمّان في 2005 رَصَدَ الأمن الأردنيّ نشاط الزرقاوي، وحدّدَ مكان إقامته، وسلّم المعلومات إلى الأميركيين فقُتِلَ في غارة جويّة. الأميركيون قتلوا أسامة بن لادن بعد أن تقاعد وقَصُرَ «جهاده» على زوجتين، وهم لا يريدون أن يعثروا على أيمن الظواهري لأن جرائم القاعدة تبرّر تدخلهم.
اليوم ربما كان المخرَج في العراق حكومة ائتلافيّة يقودها رجل أقلّ جدليّة وعدوانيّة وانغلاقاً طائفيّاً من المالكي. ولكن هل يعود رجال السياسة في العراق إلى رُشدهم؟ هل يقبل المحافظون الجدد أنصار إسرائيل أن يستقر العراق؟ هل توافق إيران على حكومة لا تمثّل تبعيّة كاملة لها؟ هل تدرك الدول العربيّة أن ما يحدث في العراق سيفيض عن حدوده ليصل إليها؟
لا أرى ضوءاً في نهاية النفق العراقي.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان العراق في نفق مسدود عيون وآذان العراق في نفق مسدود



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon