توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سعود الفيصل: زين الشباب لم يمتع بالشباب

  مصر اليوم -

سعود الفيصل زين الشباب لم يمتع بالشباب

جهاد الخازن

 الأمير سعود الفيصل كان زين الشباب الذي لم يمتَّع بالشباب. عرفته على امتداد أربعة عقود، عملاً وصداقة، ووجدته عالي الثقافة (خريج برنستون)، عميق الوطنية، مهذباً ودوداً.

توثقت علاقتي معه بعد قمة الرباط سنة 1974، فقد وجدته وطنياً كأبيه الملك فيصل، من دون أن يتجاوز في حضوري يوماً حدود الديبلوماسية في التعامل مع الآخرين.

في فندق والدورف أستوريا في نيويورك، هناك جناح للمملكة العربية السعودية في برج الفندق، فكنت أراه فيه كل يوم على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. كان في شبابه وسيماً جداً، والفتيات في الفندق يقبلن عليه، وهو يرد بابتسامة قبل أن يُسرِع مبتعداً.

عندما بدأت العملية السلمية في تسعينات القرن الماضي، وأصبح عرب كثر يتكلمون مع الإسرائيليين، فصَعُبَ ذلك على ابن الملك فيصل، وأصبح يحضر جلسات للجمعية العامة ويغيب عن جلسات أخرى، وربما ظهر يوماً واختفى بعد ذلك فلا نراه إلا في أمن الفندق بعيداً من الإسرائيليين.

رأيته في بيته في باريس، وفي جدة والرياض، وفي مكتبه في وزارة الخارجية، وفي تونس وغيرها. ثم عصف بالأمير الشاب المرض، ورأيته يقاوم «الديسك» وينهزم أمامه. كانت لي جلسة معه يوماً في جدة، وهو أصرّ على أن يخرج من البيت لتوديعي، ورجوته أن يبقى في الداخل فرفض. قلت له: شو القصة مع الديسك؟ قال إنه ورثه عن والده ووالدته، وأضاف أن الأطباء ضحكوا عليه وأجروا له ثلاث عمليات في جلسة واحدة حتى تمنى الموت من الألم. سألته: والآن؟ قال أنه لن يعود إلى المستشفى. لم يمضِ شهر حتى كنت أسمع أنه ذهب إلى كاليفورنيا لإجراء عملية أخرى، ما يعني أنه لم يعدْ يستطيع المشي بسبب الألم.

كم حزنت وأنا أراه يتوكأ على عكاز في قمة مجلس التعاون في الكويت، ثم القمة العربية في الكويت أيضاً. آخر مرة رأيته، كانت قبل أشهر وكان يجرّ عربة على عجلتين من نوع يستعمله المتقدمون في السن. أدرتُ وجهي وابتعدتُ حتى لا يراني.

ماذا أحكي للقراء من أخباري معه؟ بين الخفيف أنه كان يسكب لي الشاي في فنجان ونحن في جناحه في فندق يطل على مدينة تونس، وسقط طرف طاولة الطعام التي تطوى من الجانبَيْن وسقط الشاي الساخن في حضني، وصرخت ألماً وهو يقول: سامحني سامحني. كان في منتهى التهذيب. أهم من ذلك، يوم بقيت معه أياماً في نيويورك وأعطاني ما عنده من أخبار وحكيت له عمّا سمعت في واشنطن، وعدتُ إلى العاصمة الأميركية فإذا بخالتي (اسمها في العائلة رويترز) تتصل بي من دبي وتخبرني عن اغتيال الرئيس أنور السادات. اتصلت بمساعده حسان الشواف وكان في الفندق معه، فأيقظه وأخبرت الأمير ما سمعت، فطلب مني أن أعود إليه ومعي ما أستطيع جمعه من معلومات عن نائب الرئيس في حينه حسني مبارك، وفعلت.

في باريس، جلست إلى جانبه في بيته وهو يعقد مؤتمراً صحافياً ردَّ على الأسئلة فيه بالعربية والإنكليزية والفرنسية، فكل أبناء الملك فيصل وبناته تعلّموا الفرنسية. وأذكر شقيقته الصغيرة الأميرة هيفاء، فهي تتحدث الفرنسية كأهلها، أو كما لم أتقنها في حياتي.
رحيل الأمير سعود خسارة لا تعوَّض لأسرته ولآل فيصل وللمملكة العربية السعودية والأمّة كلها. مثله في الرجال قليل.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعود الفيصل زين الشباب لم يمتع بالشباب سعود الفيصل زين الشباب لم يمتع بالشباب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon