توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 7 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الفارق بين المخالف والمجرم!!

  مصر اليوم -

الفارق بين المخالف والمجرم

عماد الدين أديب

سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا ونحن نسعى إلى إقامة دولة العدل والقانون، وهو: مَن الأولى بالمحاسبة؟

الإجابة المنطقية هى أن نحاسب كل من يخطئ، صغيراً كان أو كبيراً، من أخطأ خطأً محدوداً أو من ارتكب جريمة الخيانة العظمى!

فى الدول الديمقراطية يحاسبون على كل خطأ وكل خطيئة، لكنهم لا يساوون بينهما.

فى الغرب هناك فارق بين من يخالف عمداً أو سهواً فى إشارة المرور، وهناك من يقود سيارة مسروقة بلا أرقام، وهو لا يملك أوراقاً شخصية أو رخصة قيادة.

لا تتم المساواة بين خطأ المواطن الأول والمواطن الثانى، فالأول مواطن صالح تجاوز فى تطبيق القانون، أما الثانى فهو مجرم خرق القانون وحطمه تحطيماً!

الأول مخالف والثانى مجرم!

فى بلادنا نعامل الاثنين بالمعاملة ذاتها، بل أحياناً نمسك بتلابيب الأول ونتغاضى عن الثانى!

مثلاً، رجل أعمال اشترى قطعة أرض (مليون متر) لإقامة مشروع من الدولة، وحدث تجاوز من قبله ومن قبل مشروعه إن تم البناء على مساحة أكبر.

فى هذه الحالة، يدفع هذا الرجل الرسوم المقررة والغرامة على التجاوز.

هو مخالف، لكنه غير مجرم!

أما من يضع يده على مئات الآلاف من الأراضى تحت نظام وضع اليد بلا أى عقد أو رسوم أو تراخيص، وبالتالى لا يدفع عنها أى ضرائب، فهذا بسبب الإهمال، والفساد ليس خصماً للدولة، لأنه ليس فى سجلاتها!

الشىء ذاته فى التعامل مع أى جهة تحتاج إلى ترخيص أو رسوم، أنت تعانى منها ومن رسومها الإضافية ومن تقديراتها الجزافية، لأنك تعمل وفق قوانينها وتعيش تحت رحمتها، بينما من يعمل من «تحت السلم ويتاجر فى السوق السوداء»، فهو فى أمان!

مثلاً، هناك من يستورد بترخيص رسمى بضائع، ويدفع عنها الرسوم كاملة، ويعانى، بينما من يقتحم الموانئ (التى تدخلها الآن «الكونترات» المهربة) بسبب خلو الموانئ من أجهزة الكشف بالليزر عن كل «تفصيلة» فى الكونترات، لا يعانى من رسوم الجمارك، ويطرح بضاعته المهرّبة بأرخص الأسعار.

مثلاً، من لديه معرض ملابس فى وسط العاصمة، يدفع إيجاره ويدفع تأمينات وضرائب وعمالة ونظافة ورسوماً للمحافظة ورسوم أمن وسلامة وصحة ودفاع مدنى، بينما يأتى ذلك البائع العشوائى ويسد باب محله ببضاعة صينية مقلدة مهربة، ويبيع بلا دفع أى حق من حقوق الدولة.

خلاصة ما يحدث الآن، ومنذ زمن طويل، أن موقف الدولة من المخالف الذى يعمل تحت سقف القانون أكثر عنفاً وغلاظة، بينما المجرم الذى لا يعترف بالقانون يفلت بلا أى سؤال أو عقاب.

لا تجعلوا الناس تكفر بالقانون، وأن يكون كل جهدها ليس طاعته، ولكن السعى للتهرب منه.

هناك فارق بين نص القانون وروح القانون، وهناك فارق جوهرى بين من انتظم تحت سقف القانون وخالف، وبين المجرم الذى تهرب تماماً منه.

إننى أتعجب من منطق أن يقوم أى جهاز فى الدولة بتجميد أرصدتك السائلة والمنقولة وجميع ممتلكاتك وممتلكات أسرتك، ويمنعك من السفر ويسىء إلى سمعتك ومكانتك العملية والمهنية أمام مجتمع المال والأعمال، ثم يأتيك خطاب رسمى يتوعّدك بسرعة السداد وإلا سوف يتم حبسك!

كيف نقيد يدى إنسان ونطالبه بدخول مباراة ملاكمة ونطلب منه الفوز أو الموت!؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 06:00 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مستقبل النازحين السوريين

GMT 01:06 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

8 ملاحظات على فيلم الممر

GMT 05:56 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

هل نريد تنظيم النسل بدون أقراص منع الحمل؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفارق بين المخالف والمجرم الفارق بين المخالف والمجرم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon