توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حق المواطن أحمد عز

  مصر اليوم -

حق المواطن أحمد عز

عماد الدين أديب

أنا من الأشخاص الذين كانوا وما زالوا يحبون المهندس أحمد عز على المستوى الشخصى ويختلفون معه على المستوى السياسى.

هكذا كنا أصدقاء وجيراناً إنسانياً ومختلفين سياسياً.

لم يكن سراً، فقد كانت الرؤى متضاربة حتى وصلت أقصى درجاتها صبيحة يوم 25 ديسمبر 2010، وهو موعد انعقاد آخر مؤتمر عام للحزب الوطنى الديمقراطى، ففى ذلك الوقت ظهرتُ ضيفاً فى «صباح دريم» الذى تقدمه الزميلة دينا عبدالرحمن وهاجمت تزوير الانتخابات البرلمانية ومخاطر ذلك على استقرار النظام. بعدها اتصل بى المهندس أحمد عز وأمضينا قرابة 4 ساعات فى نقاش حاول الرجل فيه أن يخلى ساحته مما حدث، وافترقنا بشكل حضارى، كل منا لديه رؤيته ووجهة نظره.

وحينما تم القبض على المهندس أحمد عز طلبت منى عدة وسائل إعلام الحديث عنه على أساس أننى كنت قد فتحت المجال يوم 25 ديسمبر 2010، إلا أننى رفضت على الهواء أى حديث عنه قائلاً: «لقد انتقدته وهو قادر على الرد، أما الآن فإنه ليس من الفروسية توجيه أى انتقاد إليه لأنه مقيد فى محبسه غير قادر على أن يرد علىّ».

هذه مقدمة لا بد منها حتى يعرف القارئ أننى حينما أدافع عن الحق الكامل للمهندس أحمد عز فى ممارسة كافة حقوقه السياسية دون تمييز أو انتقاص فإن ذلك ينبع من موقف مبدئى راسخ.

سبب هذه المناقشة هو ذلك الجدل الذى ثار فى البرنامج الجديد المميز للأستاذ عمرو أديب فى قناة «أون تى فى» التى طرحت سؤالاً: هل من حق أحمد عز العودة إلى السياسة؟

وفى رأيى أن طرح السؤال يعنى أن هناك احتمال أن يعود إلى المجتمع المصرى منطق العزل السياسى لأى من المواطنين.

وأنا شخصياً ضد العزل السياسى لأى مواطن مهما كانت خلفيته السياسية ومهما كان يخالفنى الرأى، شريطة ألا يكون لديه عائق قانونى، وهو إدانته بجريمة جنائية أو مسألة مخلة بالشرف.

وقد جربنا العزل السياسى طوال 65 سنة، وعاد علينا فى كل مرة بكوارث وانقسامات سياسية.

ففى عهد مجلس قيادة الثورة تم عزل «رجال النظام الملكى» ورجال الإقطاع والرأسمالية المستغلة والرجعية.

ورغم ذلك خرج آلاف يشيعون مصطفى باشا النحاس يهتفون: «إلى جنة الخلد يا زعيم الأمة». وتم منع الإخوان واعتقالهم، فخرج من داخل المعتقلات وتحت سياط التعذيب، فكر سيد قطب الذى يُعتبر أساس منهج الحاكمية لله وركيزة الفكر التكفيرى الحالى.

وشرب رجال عبدالناصر الذين عزلوا الإخوان ذات الكأس حينما اقتيدوا جميعاً إلى المعتقلات فى 15 مايو.

وعاد حزب الوفد الجديد وزعيمه فؤاد باشا سراج الدين الذى بقى 26 عاماً خلف جدران قصره فى جاردن سيتى.

وبنفس القوانين المقيدة للحريات فى عهد مبارك دخل أحد أهم حكام مصر السجن بنصوصها. وحينما حاول الإخوان وشباب 25 يناير صياغة قانون العزل السياسى فى أول برلمان للثورة، دخلوا السجون بعد ثورة 30 يونيو 2013.

باختصار، عبدالناصر لم يستطع إنهاء الوفد ولا الإخوان، ورجال عبدالناصر دخلوا بقوانينهم السجن، ورجال مبارك دخلوا بقوانينهم السجن، ورجال الإخوان وشباب الثورة دخلوا بقوانينهم السجن.

لم يُفلح العزل السياسى أبداً فى حماية نظام أو مجتمع.

يجب ألا يعطى لأى نخبة سياسية حاكمة فى أى عصر كان، ولا تحت أى ذريعة كانت، الحق فى أن يكون لها مطلق الحرية فى تقرير مصير الحقوق السياسية للمواطنين أو وضع أى قيود على حرية الأفكار والآراء والممارسات السياسية.

اليوم أنا أدافع، صراحة وبلا مواربة أو خجل أو تردد، عن حق المواطن أحمد عز فى ممارسة كافة حقوقه السياسية.

وبنفس القوة وبنفس الإيمان أدافع عن حق المواطن الدكتور محمد مرسى وإخوانه فى ممارسة حقوقهم السياسية ما دام لا يوجد أى حكم قضائى يحول دون ذلك. وبنفس المنطق والقوة أدافع عن حقوق المواطن أحمد دومة وكل شباب التحرير -حتى لو خالفتهم الرأى- فى ممارسة حقوقهم السياسية كاملة.

المواطنة المتساوية حق مقدس، يحميه الدستور والقانون، ويجب عدم المساومة فيه أو الانتقاص منه قيد أنملة.

GMT 00:56 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

نحن من سيدفع فاتورة الحرب أو التسوية

GMT 02:23 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

كارثة أن تقول لهم ما يريدون

GMT 00:22 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

دعوة عبدالله بن زايد: لا اتفاق جديد مع إيران بدوننا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق المواطن أحمد عز حق المواطن أحمد عز



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon