حاملات الطائرات كانت على بعد 250 كيلومتراً من حادث ضرب الناقلتين فى خليج عمان، وأجهزة الرادار والاستطلاع بالتأكيد قادرة على رصد الحادث، وضرب الناقلتين حدث فيه اقتراب مرتين وليس مرة واحدة خلال ساعتين، وكان من المعروف أنها على بعد 35 كيلومتراً من المياه الدولية الإيرانية.
الأقمار الصناعية الأمريكية كانت تصور ليل نهار بدليل فيديو القارب المطاطى الإيرانى الذى قام بنزع لغم عن إحدى الناقلتين.
مركز المتابعة الإقليمى فى قاعدتى «العيديد» و«السيلية» فى قطر والمزود بأحدث وأفضل أجهزة مراقبة واستطلاع لمساندة العمليات الجوية والذى يغطى منطقة خليج عمان وبحر العرب والبحر الأحمر كاملة، ترصد التحركات الإيرانية بما فيها حركة الصواريخ الباليستية الإيرانية التى يستخدمها الحوثيون ضد الأراضى السعودية.
طائرات الاستطلاع الأمريكية القادرة على تصوير أكبر وأصغر الأهداف الأرضية والبحرية تطير فى دوريات على مدار الـ 24 ساعة فوق المنطقة.
مراكز الاستطلاع والخدمات والتسهيلات العسكرية فى: السعودية والإمارات والبحرين وعُمان والكويت والعراق، التى تم الإعلان عن تفعيلها رسمياً منذ 4 أسابيع، تتابع كل ما يدور فى المنطقة.
قيادة الأسطول الخامس الأمريكى فى البحرين الفاعلة والمؤثرة للغاية لديها القدرة الكاملة على كشف السواحل والمجال الجوى الإيرانى بكفاءة شديدة.
إذن، نحن أمام 3 أسئلة جوهرية يستدعيها أى محلل لحدث استراتيجى حينما يحاول فهم واستقراء الموقف، وهى:
1 - هل يعرف صانع القرار الأمريكى بالحدث؟
2 - هل هو قادر على التعامل مع الحدث؟
3- بعد «المعرفة» و«القدرة» هل هو «راغب» فى التحرك؟
بالتأكيد: «ترامب» يعرف، بما لا يدع مجالاً للشك، ماذا يفعل الحرس الثورى الآن، وهو استدعاء المواجهة ضد حلفاء أمريكا ولكن دون المساس بأهداف أو مصالح أمريكية مباشرة.
بالتأكيد -أيضاً- «ترامب» قادر بكل الأساطيل والقواعد والتسهيلات والأسلحة المتقدمة أن يدخل فى مواجهة عسكرية محدودة أو واسعة ضد إيران أو ضد وكلائها.
الأمر الذى يتعدى «المعرفة» أو القدرة هو «الرغبة» فى اتخاذ القرار.
خيارات «ترامب» صعبة ودقيقة وهى تتلخص فى 3 احتمالات:
1 - الأول: ضربة محدودة على أهداف منتقاة على السواحل ومراكز سيطرة على الأراضى الإيرانية أو ضرب قواعد لإيران فى سوريا أو العراق.
2 - الثانى: هو الصمت الكامل، وابتلاع «شفرة الحلاقة»، وتأجيل الأمور حتى 6 أشهر أخرى على أساس أن كل يوم يشكل ضغطاً عنيفاً ومؤلماً على الوضع الداخلى الاقتصادى الاجتماعى للشعب الإيرانى.
3 - الثالث: هو تشجيع دول التحالف العربى على مواجهة شاملة مع وكلاء إيران فى المنطقة بحيث تصبح المواجهة بين طرفين هما: حلفاء أمريكا ووكلاء إيران وبالتالى تصبح حرباً بالنيابة بامتياز.
هذا الخيار يمنح لـ«ترامب» مزيداً من ابتزاز دول المنطقة، والمزيد من قوائم طلبات شراء أسلحة أمريكية، والمزيد من طلب مساعدات أمريكية، ويجعل قرار دول المنطقة أكثر ارتباطاً بواشنطن.
هذا الخيار لا يكلف «ترامب» دولاراً واحداً من موازنة الدولة، ولا يضع الرئيس دستورياً فى اضطرار عند إعلان حالة الحرب للحصول على موافقة الكونجرس لدفع الفاتورة.
فى التسوية وفى الحرب هناك فاتورة باهظة فى الحالتين نحن العرب الذين سوف ندفعها!